فجع السودانيون والوسط الفني بصفة خاصة برحيل الفنان السوداني محمد عثمان وردي، الذي حدثت وفاته عشية السبت، عن عمر يناهز 75 عاماً، إثر علة، ووري جثمانه الثرى صباح أمس الأول الأحد في الخرطوم. والفقيد من مواليد 1932 بقرية صواردا جنوبي مدينة عبري بالولاية الشمالية، واشتهر بالغناء للوطن بأكثر من 88 عملاً وطنياً، أشهرها "الأكتوبريات" وهي مجموعة من الأغنيات الوطنية. وغنى وردي للعديد من الشعراء السودانيين. نشأ وردي يتيماً وتربى في كنف عمه، وأحب الآداب والشعر والموسيقى منذ نعومة أظافره. في عام 1953م، زار وردي العاصمة الخرطوم لأول مرة ممثلاً لمعلمي شمال السودان في مؤتمر وبدأ ممارسة الفن كهاوٍ حتى عام 1957م عندما تم اختياره بواسطة الإذاعة السودانية (هنا أمدرمان) بعد تجربة أداء ناجحة وإجازة صوته ليقوم بتسجيل أغانيه في الإذاعة. تميز وردي بإدخاله القالب النوبي والأدوات الموسيقية النوبية في الفن السوداني مثل الطمبور، كما عرف عنه أداؤه الأغاني باللغتين النوبية والعربية. منح الراحل الدكتوراة الفخرية من جامعة الخرطوم في عام 2005م تقديراً لمسيرته الفنية لأكثر من 60 عاماً ولأدائه لما يزيد عن 300 أغنية، وباعتباره أسطورة فنية سودانية وموسوعة موسيقية.