قال مسؤولون عراقيون إن مقاتلي الميليشيات بدأوا مغادرة مدينة تكريت أمس في أعقاب التوصل إلى اتفاق حكومي بعد أن شكا السكان من تعرض المدينة لأعمال نهب على أيدي بعض المقاتلين على مدى بضعة أيام. وقال أحمد الكريم رئيس مجلس مدينة تكريت ومحافظة صلاح الدين إن مقاتلي الميليشيات بدأوا مغادرة المدينة بعد ظهر أمس متجهين صوب المناطق المحيطة في الخارج. وأضاف قوله إن أعمال النهب والتخريب لممتلكات السكان توقفت، والأمور تحسنت. جاء قرار مغادرة الميليشيات المسلحة بعد اجتماع بين رئيس الوزراء حيدر العبادي ومسؤولين من محافظة صلاح الدين. وقرب مقر الحكومة المحترق الذي يحمل آثار أعيرة نارية أحاط اثنان من الشرطة الاتحادية بمقاتل يشتبه في أنه من تنظيم داعش. وتحت إلحاح جمع غاضب من الناس استل الشرطيان سكاكينهما وطعنا مراراً الرجل في رقبته وذبحاه. وشاهد اثنان من مراسلي رويترز مقتل الرجل. وقال العميد سعد معن المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية إنه يجري الآن التحقيق في الواقعة. ومنذ السيطرة عليها قبل ثلاثة أيام شهدت مدينة تكريت السنية أعمال عنف ونهب. وإضافة إلى مقتل المسلح المتشدد شاهد المراسل أيضاً مجموعة من المقاتلين الذين ساعدوا قوات الحكومة في تحرير المدينة وهم يجرون جثة في الشوارع خلف سيارتهم. وقال مسؤولون محليون إن الفوضى مستمرة. وقال ضابطا أمن طلبا عدم نشر اسميهما يوم الجمعة إن عشرات المنازل أحرقت في المدينة. وأضافوا أنهم شاهدوا مقاتلي الفصائل ينهبون المتاجر. وقال أحمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين في وقت متأخر يوم الجمعة إن حشوداً أحرقت «مئات المنازل» ونهبت المتاجر خلال اليومين المنصرمين. وقال إن قوات الأمن الحكومية كانت خائفة من مواجهة الحشود. وقال الكريم إنه غادر المدينة في وقت متأخر من مساء الجمعة لأن الوضع بدأ يخرج عن السيطرة. وأضاف «مدينتنا أحرقت أمام أعيننا. لا نستطيع التحكم فيما يجري». ووصف مسؤولون مقربون من رئيس الوزراء حيدر العبادي حملة تكريت بأنها فرصة لإظهار استقلال الحكومة عن أحد مصادر قوتها: الفصائل العراقية المدعومة من إيران والتي تحصل على المشورة من ضباط عسكريين إيرانيين. ولا يثق السكان في هذه الفصائل ويخشونها متهمين إياها بأنها تنفذ إعدامات خارج إطار القانون وترتكب أعمال تخريب. لكن العبادي اضطر للاعتماد على هذه الفصائل في ساحة المعركة إذا إن الجيش النظامي العراقي انسحب بشكل جماعي خلال فصل الصيف الماضي أمام تقدم تنظيم داعش. ويهدد النهب والعنف في تكريت الآن بتلطيخ صورة انتصار العبادي، ويخاطران بتوجيه رسالة إلى السنِّة العراقيين بأن الحكومة المركزية ضعيفة وليست جديرة بالثقة بدرجة كافية، لكي تسترد أراضي أخرى يسيطرعليها تنظيم «داعش» بما في ذلك مدينة الموصل الأكبر. وسعت الحكومة الجمعة لطمأنة كل الأطراف من أنها ستعمل على إرساء الأمن. وأصدر العبادي بياناً يطالب فيه قوات الأمن باعتقال كل من يخرق القانون. وشكا مشرعون زاروا تكريت من أن الأحداث خرجت عن السيطرة منذ أن استعادت قوات الأمن والميليشيات المتحالفة معها المدينة. وأحرقت أحياء سكنية دخلتها القوات العراقية والفصائل، بما في ذلك أجزاء في الدور والعوجة مسقط رأس صدام حسين. وتحركت شاحنات للفصائل في المدينة تحمل سلعاً يبدو أنها نهبت من منازل ومكاتب حكومية.