في مصر يدور الآن نقاش حادّ حول منطقة اسمها «الضبعة»، حيث يريد البعض أن يبني هناك مفاعلاً نووياً للحصول على الطاقة، ويريد آخرون أن يبنوا هناك منتجعاً للحصول على الراحة، وهذا الخلاف على الضبعة جعلني أكتب من «الضبعة» وعن «الضبعة» وأقول: اليوم هنا طويل، لكننا نقضيه في لعبة «منتجعات ومفاعلات»، حيث يجمعنا كبير المهندسين صفاً واحداً ويكشف بيديه على جبهة كل واحد فينا، ويقول له أنت «منتجع»، أو أنت «مفاعل»، ونبدأ نجري وراء بعضنا البعض في لعبة عسكر وحرامية، و«المنتجع» الذي يمسك «مفاعلاً» يضربه ويجلس مكانه، وأحياناً نلعب «ميجا» نط عند البط .. وأحياناً يحضر مندوب وزارة الكهرباء والطاقة من القاهرة بطيارة هليكوبتر من غير مروحة، لأن الدنيا برد، ويقف أمامنا ويعطينا ظهره وأحدنا يضربه بشدة وهو يلتفت ويقول لنا من الذي ضربه، «منتجع» أم «مفاعل»؟ ويبلغ الوزارة بالتلفون .. وأحياناً نلعب «بلي» بالسبائك المشعة، أو الكرة باليورانيوم المخصب، وأحياناً الأهالي يسرقوننا ونحن نجري وراءهم .. وأمس كبير المهندسين ناداني وشرح لي أهمية المشروع، وقال لي لابد أن نقدم شيئاً لمصر، وطلب مني أن أسرق العهدة، فطبعاً رفضت بشدة لأنه يريد أن يأخد الثلثين له ويعطيني الثلث فقط.. وسلم لي على شيخ الغفراء، وقل له لا تترك نافذة منور البلد مفتوحة.. وأخيراً، اقترحت لحل مشكلة «الضبعة» أن نسأل أولاً عن رأي زوجها «الضبع». من قديم جلال عامر في الشرق