دعا السفير السعودي لدى لبنان، علي عواض عسيري، إيران إلى إعادة النظر في سياساتها بالشرق الأوسط، مشيراً إلى «أبعادٍ سياسية» لعملية «عاصفة الحزم» من بينها الإجماع العربي التي ترجمته القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ. وقال السفير عسيري، في تصريحٍ له مساء أمس الأول، إن المطلوب من إيران أن تسمع النصيحة السعودية المخلصة، وأن تعيد النظر في سياساتها في المنطقة وألا تتدخل في أي دولة عربية. وعدَّ الرسالة التي وجهها وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل إلى مجلس الشورى السعودي الثلاثاء الماضي كافيةً لإيصال رسالة إيجابية إلى إيران و«المطلوب من إيران أن تتلقى هذه الرسالة الإيجابية وأن تسمعها»، محمَّلاً مسؤولية ما يتعرض له اليمن من أذى لمَنْ سمَّاهم «أناساً لهم طموحات داخل اليمن». وكان الأمير سعود الفيصل قد قال في كلمته أمام مجلس الشورى «لن ندين إيران أو نبرئها من الاتهامات الملقاة على عاتقها، لكننا سنختبر نياتها، بأن نمد لها أيدينا كبلد جار مسلم لفتح صفحة جديدة». إلى ذلك؛ اعتبر السفير عسيري أن «عاصفة الحزم» حققت ما يتمناه كل عربي ويمني «كما حققت أبعاداً سياسية من بينها الإجماع العربي الذي رأيناه في شرم الشيخ، والإجماع الدولي لدعم الشرعية اليمنية وإعادتها». ورأى في «الإجماع الذي رأيناه في القمة العربية» سبباً لسعادة أي عربي، خصوصاً اليمنيين المهتمين ببلدهم واستقراره، مضيفاً «أملنا قوي أن نرى هذه القوى على أرض الواقع وأن تُترَجم الكلمات إلى أفعال وأن يفرح العرب كما فرحوا بالإنجاز الذي رأيناه في اليمن». وأوضح عسيري أن «عاصفة الحزم» محصورة في اليمن، وتمنى ألا تطول الحرب وأن تعود الشرعية وأن يتحد اليمنيون وأن يتحاوروا ويتصارحوا. وذكَّر أن المملكة لم تتخل يوماً عن دعم اليمن واستقراره، مستدلاً بأن «برامجها التنموية الموجَّهة إلى اليمنيين لم تتوقف؛ إذ شُكِّلَت لجنة للدعم التنموي في اليمن منذ زمن بعيد، وبالتالي فالقاصي والداني في اليمن يعرف جهود المملكة التي لا تود أن يُضَّر اليمن أي شيء». وفي موضوع آخر؛ وصف السفير المملكة ب «واحدة من أوائل الدول التي حاربت الغلو والفكر الضال والإرهاب وبادرت أيضاً إلى أن يكون هناك حوار فكري مذهبي إضافة إلى الحوار بين أتباع الأديان الذي يوجد مقره في فيينا»، مؤكداً أن المملكة تبذل جهداً في هذا التوجه.