عاش العالم العربي خلال الأشهر الماضية حالة قلق بسبب المعارك الطاحنة في اليمن التي انتهت بسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، وإسقاط الحكم الشرعي والمنتخب من قبل الشعب، ورفضهم الدخول في أي حوار مع الحكومة المنتخبة. إن الوجود الحوثي في اليمن لم يكن الأول لبناء ذراع إيرانية في المنطقة، حيث بدأت إيران تتوسع سياسياً في عدة عواصم عربية وقامت بنشر نفوذها العسكري في المنطقة عبر مراحل كثيرة وبنفس طويل وهادئ وفي غفلة عربية أليمة. أما البداية فكانت قديمة جداًً، وإحدى هذه البدايات كانت في تأسيس «المربع» في الناحية الجنوبية لبيروت منبع الإرهاب ومطبخ الاغتيالات السياسية المعنية للرموز والشخصيات التي تعارضها، وقد استطاعت إيران إحراز تقدمها السياسي في لبنان. كل من يقرأ التاريخ يدرك أن الهدف الحقيقي من التوسع الإيراني في المنطقة تم على مراحل ومن خلال خطط فنية تعتمد على المدى الطويل. وهذا ما يجعلنا نتساءل أين كنا عندما دخلت إيران إلى اليمن وبدأت في فرض وصايتها عليه وعملت على بناء كيان سياسي وعسكري من خلال الحوثيين، وكان من المفترض أن يتم وأد التمدد الإيراني في مهده قبل أن يستفحل ويتحول إلى تهديد على الصعيد الأمني والعسكري للمملكة. لقد كانت عملية عاصفة الحزم بقيادة محمد بن سلمان صفعة مؤلمة لإيران والدول المتحالفة معها لكسر شوكة التمدد، وكي لا تتخطى حدودها الإقليمية وتكمل العبث بأمن المنطقة. محمد بن سلمان جعل إيران تعيش حالة من التوتر والتخبط الداخلي.. وجعلها خلال ساعات تترنح وتعيد حساباتها من جديد، كما استطاع أن يلقن الدولة الفارسية درساً قاسياً وموجعاً سيكتبه التاريخ بحروف عربية، ويعيد التوازن الأمني والعسكري للمنطقة. شكراً بكل لغات العالم لأبطالنا البواسل ولصقور الجو الأوفياء ولكل جنودنا المرابطين على الحدود لحمايتنا بعد الله.