اقتحم مقاتلو تنظيم «داعش» فجر أمس قرية المبعوجة، التي تقع في ريف حماة الشرقي على بعد 60 كم، وقتلوا 46 شخصاً على الأقل وحوالي 26 جريحاً بعضهم في خطر، وخطف عناصر تنظيم داعش عدداً من نساء القرية. كما أكد السكان وشهود ل «الشرق». وقال الشهود إن عناصر التنظيم دخلوا من الجهة الجنوبية الشرقية للقرية وحاصروا حاجزاً توجد فيه مجموعة من شباب القرية، الذين يقومون بالحراسة الليلية وتم قتل الشبان الأربعة الموجودين على الحاجز. وأكد الشهود أن عناصر التنظيم دخلوا إلى القرية بعشر سيارات بطواقمها ومحملة بالرشاشات وأطلقوا الرصاص على السكان بشكل عشوائي وأضرموا النار في عدد من بيوت القرية، وقتلوا عديداً من الأشخاص ذبحاً، ومن بين القتلى شخصان مقعدان وآخران مختلان عقلياً. وقال الشهود إن سكان القرية من الأغلبية السنية والإسماعيلية، ويوجد فيها سكان من الطوائف الأخرى. وأوضح الشهود أن القتلى كانوا من جميع الطوائف الدينية، وأن عائلات كاملة تم ذبحها على يد عناصر داعش. ويهدد تنظيم داعش باستمرار هذه المنطقة، التي تضم عدداً كبيراً من القرى من جميع مكونات الشعب السوري، وبشكل خاص مدينة السلمية ذات الأغلبية الإسماعيلية، التي عرفت بمناهضتها لحكم الأسد ومن أوائل المدن، التي أطلقت شرارة الثورة قبل أربع سنوات، ويقول ناشطون إن الأسد يريد أن يتقدم تنظيم داعش باتجاه السلمية وريفها لمعقابتها على الثورة ضده، ويشير كثير من الناشطين إلى أن قوات الأسد ليست جدية في مواجهة داعش والتنظيم يتحرك في هذه المنطقة دون أي رادع ويضع جميع القرى ومدينة السلمية تحت التهديد باستمرار. وأشار ناشطون إلى أن معظم سكان القرية وبعض القرى المجاورة غادروها بعد هجوم داعش أمس. وفي سياق متصل، شن نظام الأسد فجر أمس هجمات انتقامية على مدينة إدلب وبلدة الجيزة بريف درعا، راح ضحيتها قرابة ال 50 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال. وطالب الناطق باسم الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط دول التحالف الدولي بفرض الحظر الجوي على محافظة إدلب بشكل عاجل وفوري، بغية حماية المدنيين من الهجمات الانتقامية لنظام الأسد والاحتلال الإيراني اللذين منيا بالهزائم الميدانية والتقهقر أمام الثوار. ودعا المسلط دول أصدقاء الشعب السوري لتنفيذ خطة المنطقة الآمنة في شمال سوريا وجنوبها، وتسليح الجيش الحر بالسلاح النوعي القادر على حماية المدنيين من هجمات نظام الأسد والحرس الثوري الإيراني وتنظيم الدولة (داعش). وحذر المسلط من أعمال انتقامية جديدة يشنها نظام الأسد ضد مدينة إدلب بعد تمكن الثور من تحريرها بشكل كامل، محملاً مجلس الأمن المسؤولية الكاملة عن سلامة المدنيين وسلامة المناطق السكنية ومؤسسات الدولة. وأغار الطيران الحربي لنظام الأسد على الأحياء السكنية داخل مدينة إدلب، وقصفها بالصواريخ محدثاً مجزرة راح ضحيتها أكثر من 32 مدنياً من عائلة واحدة، استشهد فيها الآباء والأبناء والأحفاد والأعمام والعمات. كما انفجرت سيارة مفخخة، أمس وسط بلدة الجيزة شرق محافظة درعا، ما أدى إلى استشهاد 15 مدنياً على الأقل بينهم أطفال، فيما جُرح أربعون آخرون، نُقلوا إثر ذلك إلى المشفى الميداني في البلدة، ومشافٍ ميدانية أخرى مجاورة بريف درعا الشرقي. وأكد الأهالي حدوث دمار كبير نتج عن انفجار السيارة المفخخة، التي استهدفت الساحة العامة، وسط البلدة حيث تتجمع فيها أعداد كبيرة من المدنيين.