الأستاذ محمد العلي أكاد أن أراه شاعراً ومفكراً يمشي في جسد آدمي. أتذكر جيداً كيف التقينا وامتدت خيوط المحبة بيننا رغم الفارغ الملحوظ بيننا في العمر والتجربة والإبداع، لكنه بخلقه الدمث ربما أزاح الإعجاب بعوالمه الإبداعية كل عراقيل التكلف والمجاملة لأدخل إلى دوحته الغناء في الشعر والفكر. كما في الكتابات المتنوعة لأكتشف عالماً بهيّاً من الشعر والفكر المتقد عبر كلمات قصيرة شفيفة. فهو ذاك الشاعر والمفكر الذي جمع سيفي الشاعرية والفكر في غمد واحد، لا يكاد ينزع أحدهما أو كليهما إلا فتحت له ساحة الإبداع ذراعيها بالإعجاب والفرادة والتميز.