ها هي السعودية بثقلها السياسي ومركزها السيادي ووجودها كمركز اتزان للعدالة والحق على خارطة العالم، تعلن ليلة أمس الأول حرباً ضد الظلام في وجه الميليشيات الحوثية، ومعها خمس دول خليجية وأربع عربية وإسلامية في مشهد زرعته السعودية كأنموذج ودرس للعالم في مواجهة المحتلين والبغاة، ولإرسال التطمين بكل تفاصيله إلى اليمن والخليج والدول العربية والإسلامية بأنه لا مكان لعنجهية الميليشيات وفوضوية الجماعات. أطلقت السعودية العملية الحربية الجوية بمسمى «عاصفة الحزم» لتعلن أنها عملية حازمة حاسمة جازمة لإعادة الشرعية إلى اليمن حكومة وشعباً، واستيقظ العالم على هذا الدرس المؤسساتي من التعامل مع الأعداء، حيث كانت السعودية ودول الخليج قبلها بأشهر يحاولون إنهاء الأوضاع في اليمن بشكل تفاوضي، إلا أن لغة الاحتلال وتوظيف الأجندات الطائفية منع جماعة الحوثي من الاستماع ومن الخضوع للحل السلمي، مما دعا السعودية وبدبلوماسية رفيعة وسياسة متفردة إلى التخطيط بكل اقتدار وفق أسس شرعية ومنطقية وقوانين دولية لتعلن للحوثي وزبانيته أن أمن الجار من أمن الدار، وأن أمن المنطقة الخليجية والعربية أمن إقليمي لا يقبل المساومة ولا يرتهن إلى الفوضى أو الغوغائية التي تؤدي بمن يمارسها إلى أن يكون مصيره الاقتلاع من جذوره. نام الخليج آمناً مطمئناً وانطلقت الأسراب الجوية راشدة متحدة لتعلن إعادة اليمن السعيد إلى وضعه وإلى مكانه على خارطة المنطقة برئاسة تمتلك سيادتها، وبشعب كريم حرٍّ أبيٍّ، ولتعلن ملاحقة فلول الحوثيين الخارجة عن القوانين الشرعية والدولية التي حوَّلت أرض اليمن إلى أرض محتلة وإلى أرض محروقة باسم الفتنة والطائفية والثورية. جماعة الحوثيين الغارقة في بؤسها وابتئاسها أعلنت التمرد منذ زمن بعيد بالخفية والحروب المتخفية تحت ستار الطائفية وذلك لتحقيق أجندات إيران وثوراتها الأزلية المضحكة، ووجهت سهم العداء للسعودية التي أعطتهم درساً حربياً قبل أعوام عندما تساقطوا وراء الحدود الطاهرة التي تُفتَح للوئام والسلام وتلفظ أرضها كل معتد أثيم. واستمرت الجماعة الخائنة في ممارسة أساليبها القذرة على الحدود ودعم جماعاتها المسلحة وبث سموم الفتن، وظلت السعودية بحلمها وعملها تسير بقافلة نمائها وسموِّها والكلاب تنبح للفتنة وتعوي عند أي رصاصة حق تتجه إلى نحورهم، ثم طغت الجماعة الخارجة عن الدين والعرف لتحتل اليمن وتعلن عداءها المتكرر للسعودية والخليج، وكانت السعودية تقابل ذلك بالاستهجان والتخطيط المدروس وبترفُّع وسموٍّ وعلو قامة عن تفاهات صنعتها تحريضات إيران وسفاهات ثورات أئمة الطائفية الزائلة البائسة. ثم جاء الغضب بعد الحلم لتعلن السعودية أمس عاصفة جوية تحمل الحزم في مواجهة الحوثي في عقر داره لإجهاض مخططاته وإيصال رسالة حازمة لكل من تسوِّل له نفسه المساس بشرعية الجيران أو بث الفتنة، بأن الحزم أمامه والجزم يلتف عليه من كل جوانبه، وأرسلت السعودية والقوة التي اتحدت معها منهاجاً من التطمين للمكلومين والمظلومين في كل الدول العربية والإسلامية يتضمن أن راية الحق وعنوان الشرعية سيكون هو السائد المتسيِّد في أي فتنة أو حرب أو ثورة، وأن أمام أي فتنة أو مخططات أو دسائس قوة ضاربة وحقاً معلناً يُجهض الظلم ويَئِد الظلام. هي عاصفة حزم انطلقت أسرابها التي يقودها الصقور فوق أرض الخليج العامرة بالوئام وخلفها غرفة عمليات يديرها الكبار والحماة ضد أي بغي أو عدوان، ضد أي عدو لله وللحق، وكما هي عاصفة عاتية في وجه البغاة أبانت منذ ساعاتها الأولى قوة البأس وشدة الحق، فهي عملية جمعت رؤى وموقف الخليج والدول العربية والإسلامية على عاطفة قلب رجل واحد، ومنذ الساعات الأولى تحولت أنظار العالم كله نحو الرياض مستفيدة من الدرس مؤيدة للخطوة متفاعلة مع الموقف متواصلة في اتحاد دولي للتأييد والاستعداد للتعاون والمشاركة. إنها السعودية وقيادتها الرشيدة التي أخرجت للعالم هذا المنهج البطولي في وضع الموازين في كفتها الحقيقية وقلب طاولة الفتنة على رؤوس مدبِّريها، وأبرزت تعاون الاتحاد الخليجي والعربي ضد العدوان في تخطيط ظلت وستظل السعودية من خلاله رمزاً ومرجعاً للعدل ولحل الخلافات ووقف الظلم ونبراساً لتوظيف العدالة وحماية الآمنين. أيام قلائل وستنعكس الخطوة الرائدة على الوطن العربي بأسره لتضيف السعودية رقماً جديداً وملحمة إضافية إلى سجلها الأبيض الناصع من التاريخ المجيد على خارطة العالم.