طالب الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين «فيديك» بإصدار قائمة ذهبية لشركات التشييد والبناء والمقاولات الملتزمة في أنظمتها الإدارية بمبادئ النزاهة ومكافحة الفساد، جاء ذلك أثناء انعقاد فعاليات مؤتمر فيديك الشرق الأوسط الذي أقيم في إمارة أبوظبي. وقدم الدكتور نبيل عباس، ممثل اتحاد فيديك في السعودية والخليج العربي، ورقة عمل بعنوان «النزاهة في صناعة التشييد» في منطقة الخليج العربي، استعرض فيها أبرز المعايير التي من شأنها إقامة صناعة أكثر أماناً من الفساد. وتناول المؤتمر الذي شارك فيه أكثر من 200 خبير واستشاري، يمثلون الجهات والشركات العاملة في منطقة الشرق الأوسط، أبرز الفرص والتحديات في قطاع التشييد والبناء في المنطقة؛ حيث ناقش المجتمعون عديداً من الخيارات المتعلقة بالحلول المبتكرة لصناعة التشييد والمقاولات، ونوعية التحديات التي تواجهها والحلول الممكنة للتغلب عليها، وذلك بهدف ضمان إقامة مشاريع تنموية ذات جودة واستدامة. وقال المهندس الاستشاري الدكتور نبيل عباس، في الورقة التي قدمها إن الفساد المالي والإداري من أبرز المعوقات التي تواجه قطاع التشييد والبناء في منطقة الخليج العربي، مشيرا إلى أن الممارسات الفاسدة لا تستنزف أموال مشاريع التنمية فحسب، بل تسهم أيضا في تقويض أخلاق المجتمع وتزعزع ثقة المواطنين في الجهات الحكومية والشركات، مطالبا الحكومات العربية بإصدار قائمة ذهبية لشركات التشييد والبناء الملتزمة بمبادئ النزاهة، التي تعتبر إحدى الآليات التي تتبناها عقود فيديك في مكافحة الفساد. وأوضح عباس أن الفساد قد يحدث في جميع مراحل عملية البناء، ابتداء بالتسويق والتصميم والمناقصات ومروراً بتنفيذ البناء ومطالبات المقاولين، وهو الأمر الذي حدا بفيديك تنفيذ حزمة صارمة من المعايير المتكاملة والصلبة التي تحول دون وقوع أي ممارسات متوقعة كالرشوة والابتزاز والاحتيال والخداع والتواطؤ، وإساءة استخدام السلطة، والاختلاس وغسل الأموال وغيرها، وبيّن عباس أن القائمة الذهبية تشمل أيضا جميع المنشآت التي أثبتت تنفيذها لتدابير متناسبة تهدف إلى تحقيق النزاهة، كعدم التسامح مع الممارسات الفاسدة، وصياغة قواعد سلوك تحمي موظفيها من المفسد الخارجي، فضلا عن تطوير أنظمتها الداخلية الخاصة بإدارة النزاهة باستمرار لتواكب الحيل والأساليب الجديدة.