جامعة شقراء تحشر مسمّاها في زوايا ضيقة، وتلك الزوايا تثبط من مستوى الطاقة الإيجابية لدى الطالبات؛ لتصيبهن بداء الخذلان، فينخفض مستواهن التحصيلي، الذي يسبب انخفاض المستوى التعليمي جراء المدخلات الضعيفة. يتفرع ذلك مع إصابة بعض الفروع بداء ضعف المدخلات، فتعرِّض الطالبات إلى مضاعفات تعليمية تحصيلية. فرع جامعة شقراء في محافظة القويعية، شطر الطالبات، خير دليل يدعم رسالة المقال، في ذلك الفرع تعاني الطالبات من افتقار التجهيزات العلمية، التي من الواجب أن تكون متوفرة قبل قبول الطالبات، وجلوسهن على مقاعد الدراسة. وعلى سبيل المثال، وليس الحصر، عدم توفير معامل خاصة بالتجهيز الأكاديمي لطالبات قسم اللغة الإنجليزية يعني: تلقي المواد التي تعتمد على السمع، والتحدث في القاعات الدراسية بعيداً عن المعامل المخصصة لتلك المواد، وبالتالي فإن تقييم الطالبات في هذه المواد يتم على الورق. فهل يعقل هذا؟! أضف إلى ذلك افتقار الفرع للعدد الكافي من أعضاء هيئة التدريس، كما لو أن البلاد نضبت من خريجات هذا القسم، أو غيره من الأقسام. ليس من المنطق أن يقتصر التكليف الأكاديمي، والإداري على 7 محاضرات فقط، هن أعضاء هيئة التدريس لقسم يشتمل على جميع المستويات من الأول إلى الثامن، مع تشعب بعض المستويات. نعم 7 محاضرات يتكفلن بقسم كامل من تدريس، وإدارة، مستثنين من ذلك المتعاونات. فأي نتيجة تعليم تنتظره البلاد بعد ذلك؟! اندثر الاستقرار عند معظم الطالبات ما أثر على الإنتاج لديهن، وانتشر التشتت بينهن، فقضى على العزيمة عند كثيرات منهن، وذلك حينما تم نقل قسم اللغة الإنجليزية من مبنى إلى آخر، حيث مكث في سنواته الثلاث الأولى في مبنى «المجتمع» لعدم توفر مكان في المبنى العام للفرع، ثم تم نقل القسم إلى الفرع العام سنة واحدة، ليتم إرجاعه إلى مبنى «المجتمع»، وبعد فصل دراسي سيتم نقله إلى مبنى آخر، ويا ليت المبنى الذي ينقل إليه يكون مجهزاً تجهيزاً يكفل إشباع شغف الطالبات بالدراسة، ويرفع من مستوى مهاراتهن. بهذه الصورة بات الفرع مترامي الأقسام في عدة مبانٍ مختلفة؛ تتعدد الإدارات، وهو ما يشير إلى كثرة الأوامر، والتوجيهات الصادرة، والنتيجة الطبيعية لمثل هذا الإرباك هو الفشل بسبب عدم وجود المنهج العلمي، وكذلك التخطيط. تتعالى أصوات الطالبات، ويبدأ الصخب مثل أزيز مزعج مثبط لآمالٍ تم رسمها لمستقبل فانتهت في الجامعة، ولم تتكفل بمقايضتها، فيصبن بالإحباط، ومن ثم الإخفاق في أبسط دلالات الفشل؛ فتبدأ الجهات المسؤولة بإعطاء وعود، ووعود تجهض حقوقهن بصفتهن طالبات، وتقلص من فائدتهن العلمية، الأمر الذي أصبح حلماً لهن. نعم، في فرع جامعة شقراء أصبحت حقوق الطالبات أحلاماً. تدشين فرع جديد لجامعة شقراء في «الرين».. مهلاً علينا أن نتساءل في البداية: هل تم سد الخلل في فرع محافظة القويعية بادئ الأمر، أي فوضى تلك؟! لماذا يسمح ب «تفشِّي» المدخلات الضعيفة! لماذا السماح للخلل المسبب للإخفاق بالانتشار، مع عجز في إنجاز الأهداف المرجوة من الجامعة؟ لماذا نرى مزيداً من النقص في القدرات بتخريج طالبات يفتقرن لمهارات أكاديمية مهمة؟ لماذا يتم ابتلاء الأجيال المقبلة بمزيد من الإحباط، والإخفاق، ما يؤدي إلى إصابة عجلة التنمية بحالة من الركود لا شك فيها. عذراً أيتها الجامعة، فقد انحرفتي عن تحقيق الأهداف المرجوة منك بوصفك جامعة، هذه الأهداف التي بناء عليها تم تسميتك «جامعة». عذراً جامعة شقراء، فقد حطمتي ما تبقى من شذاة لدى الطالبات جراء الضعف الذي تسكنينه، أو يسكنك. عذراً جامعة شقراء، فلم تطلعي على أي نوع من أنواع النهضة سواء كانت نهضة فكرية، أو ثقافية، أو حتى علمية. جامعة شقراء: هل لكِ أن تجهزي فرعاً واحداً تجهيزاً أكاديمياً قادراً على تخريج طالبات يجبن البلاد بطاقاتهن المتفجرة، يحققن قفزات بالذات؛ فيرفعن من مستوى التنمية، وتغلقي بقية الفروع، التي استباحت حقوق الطالبات حتى إن كان إغلاق بعض الأقسام هو الحل القاتل للإخفاق كلياً، إذاً فلتفعلي، فإن الطالبات في حاجة إلى توفير ما يشبع شغفهن العملي التعليمي، كما أن البلاد في حاجة إلى عناصر بشرية منتجة. وأخيراً رسالتي لك أيتها الجامعة: بأن لا تضعي نفسك في زوايا ضعيفة ضيقة، فتختنقي ثم تنهاري.