نجح مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب في الأحساء منذ افتتاحه في تحقيق عديد من المنجزات، من بينها تنظيم المؤتمر العالمي لعلوم طب القلب المتقدمة، حيث شهد مشاركة عدد من العلماء والأطباء المتخصصين وتدشين خدمة الاتصال الطبي الفضائي إلى جميع دول العالم، بالإضافة إلى الموقع والبوابة الإلكترونية للمركز والتعاون مع بعض مراكز القلب في كل من أمريكا وأوروبا من خلال تبادل الخبرات والزيارات لفرق طبية من بينهم فريق جراحي من جامعة لوند السويدية بقيادة الدكتور سونا، والدكتورة كاترين بالإضافة إلى الدكتور عايد الرشيدي المشرف على الفريق، حيث قام الفريق بإجراء عدد من عمليات القلب المعقدة للأطفال و زيارة عدد من الاستشاريين من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض لإجراء بعض العمليات للكبار والأطفال في مقدمتهم الدكتور زهير بن يوسف الهليس والدكتور أسعد الجبير. ففي الوقت الذي كان الجميع يأمل أن يتقدَّم المركز بشكل أكبر وتتوالى إنجازاته، شهد أداء المركز في الفترة الأخيرة وفقاً لعدد من المرضى وذويهم تراجعاً ملحوظاً وتوقفت إنجازاته، مع نقص في الكوادر التي كانت متوفرة في المركز في السابق وتوقف العمليات التي كانت تجرى للأطفال من قبل بعض الفرق الطبية التي تقوم بزيارة المستشفى بين الحين والآخر، حتى أن البعض ربط بين تراجع أداء المركز ووفاة الأمير سلطان – رحمة الله عليه-حيث ردَّد البعض «توقف قلب سلطان الخير فتوقفت إنجازات المركز«. استشاري جراحة القلب للكبار والأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور زهير بن يوسف الهليس الذي سبق له زيارة المركز وإجراء عدد من العمليات للكبار والصغار قال «كانت هناك زيارات متكررة للمركز ضمن برنامج التعاون المشترك بين مستشفى الملك فيصل التخصصي وعدد من المستشفيات في المملكة، وهي تُعد فكرة جيدة من خلال نقل الخبرات في مستشفى الملك فيصل وامتداد منافعها إلى تلك المستشفيات، وأشار إلى أن البرنامج استفاد منه عدد كبير من المرضى في السعودية، حيث تستمر الزيارة بين ثلاثة إلى أربعة أيام نجري خلالها عدداً من عمليات القلب المفتوح خصوصاً للأطفال من بينها عمليات معقدة. وأضاف «خلال خمس زيارات للمركز تم إجراء عمليات جراحية لأكثر من 70 مريضاً، حيث تتم متابعتهم خلال عدة أيام بعد العملية وبحمد الله جميع تلك العمليات تكللت بالنجاح وتلك الزيارات التي كان آخرها قبل أكثر من عام ما كانت ستتم بنجاح لولا أن الكادر الطبي المحلي في المركز متمكن وعلى درجة كبيرة من الكفاءة ولديه خبرة عالية، كما أن التجهيزات التي تتوفر في غرفة العمليات وغرف العناية المركزة تُعد من الدرجة الأولى بحيث مكنتنا من إجراء عمليات جراحية معقَّدة في المركز دون أي مشكلات». فيما يؤكد رئيس وحدة التخدير وجراحة القلب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض الدكتور أسعد الجبير أن الفريق الذي عمل معه في مركز الأمير سلطان كان جيداً، وكانوا متعاونين بدرجة كبيرة لديهم خبرة كبيرة في جراحة القلب للكبار، أما الأطفال فخبرتهم محدودة، لذا غالباً ما يتم تغطية أي عملية تجرى للأطفال بفريق متكامل من مستشفى الملك فيصل، وقال على الرغم من الجهد الكبير الذي يبذله مدير المركز السابق الدكتور عبدالله العبدالقادر لتوفير كل ما يحتاجه المركز ليقدم خدمات متميزة للمرضى، إلا أن عدم تكامل الخدمات في بعض الأقسام منعني من الذهاب إلى المركز خلال الفترة الماضية. وحدَّد الجبير النواقص في المركز في عدم وجود جراح أطفال ليتمكن من التعامل مع أي طارئ يحدث بعد إجراء العملية ومغادرتنا للمركز، عدم وجود متخصصين في قسم العناية المركزة على خبرة عالية في التعامل مع حالات الأطفال، وعدم وجود مختصين في مجال تخدير الأطفال». وأضاف «كان هناك مقترح بجلب مجموعة من الممرضين والمتخصصين في مجال التخدير إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي لتدريبهم على التعامل مع الحالات الخاصة بالأطفال لكن ذلك لم يتم، أما بخصوص الطبيب المختص في جراحة القلب للأطفال فقد سبق للمركز استقطاب طبيب من فرنسا، حيث التحق بمستشفى الملك فيصل التخصصي للتدريب على بعض الحالات إلى أنه غادر المركز بعد فترة قصيرة، وأشار إلى أن النظام المعمول به عالمياً يحتم على المراكز المتخصصة في علاج وجراحة القلب حداً أدنى من العمليات سنوياً وإلا يمنع من الممارسة ويتم إغلاقه«. من جهته أكد استشاري أمراض القلب والقسطرة التداخلية مدير عام مركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب بالأحساء الدكتور عبدالله غباشي أن البرامج التي أحدثت في السابق من زيارات تعود إلى عدم وجود الكوادر التي تعمل في المستشفى سواء على مستوى الأطباء أو الإداريين، لذا لابد من الاستعانة ببعض الكفاءات من بعض المستشفيات داخل السعودية وخارجها، أما في الوقت الحالي فالمستشفى يضم مجموعة من الكوادر المتميزة كما أن المركز يستقبل بصورة دائمة بعض الاستشاريين العالميين لتقديم بعض الخدمات الطبية، وقال المركز يعمل دائماً على استقطاب الكوادر المتميزة وفي مختلف التخصصات، مشيراً إلى الاتفاق مع طبيب إيطالي عالمي متخصص في كهرباء القلب سينضم إلى المركز في الفترة المقبلة، أما بخصوص جراحة القلب للأطفال فعلى الرغم من قلة الاستشاريين في هذا التخصص على مستوى العالم وصعوبة التعاقد معهم نظراً لأن رواتبهم تتجاوز السلم المسموح به، إلا أن المركز يتوفر لديه استشاري جراحة القلب للأطفال والعيوب الخلقية، وكادر طبي متكامل، وذلك خلاف ما كان سابقاً عندما كانت حالات الأطفال تحول من مستشفى الولادة والأطفال إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وقال سوف نبدأ قريباً في برنامج علاج جراحة القلب للأطفال والعيوب الخلقية بالتعاون مع مستشفى الولادة والأطفال، كما أكد غباشي بأن الزيارات التي يستقبلها المركز من قبل أطباء مستشفى الملك فيصل التخصصي لاتزال موجودة حيث تتم زيارة أو اثنتان في العام لكن بسبب انشغال الدكتور زهير الهليس قد تتم برمجتها إلى مواعيد أخرى«. فيما يرى استشاري القلب للكبار رئيس قسم القلب والمدير الطبي في مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب بالأحساء الدكتور محمد الغامدي أن المركز يُعد من أفضل المراكز على مستوى المملكة وهو من أكثر المراكز على مستوى الخليج في إجراء عمليات القسطرة المستعجلة والتي تجرى في المركز على مدى أربع وعشرين ساعة، وقال لدينا تقنيات واستشاريون يقصدهم عديد من المرضى من مختلف مناطق المملكة، كما أن المركز يوفر العلاجات المتقدمة والتي تُعد من أحدث ما توصل إليه الطب في أمراض القلب والتي لم تبدأ على مستوى العالم سوى في العشر سنوات الأخيرة مثل عملية زراعة الصمامات عن طريق القسطرة، حيث يُعد المركز الثاني على مستوى الشرق الأوسط في إجراء تلك العمليات بعد مركز الأمير سلطان في القوات المسلحة، الخدمات التشخيصية الدقيقة باستخدام القسطرة، تقنية علاج توقف القلب باستخدام جهاز» الإيكمو»، إصلاح ارتجاع الصمام الميترالي بزراعة المشبك الميترالي وهي تقنية حديثة يتم توجيهها لبعض المرضى الذين لا يستجيبون للعمليات أو تكون غير مناسبة لهم، إصلاح الصمام الميترالي عن طريق الحلقة وهو برنامج يوجه للمرضى الذين لديهم ارتجاع أو تضخم في عضلة القلب، حيث يُعد المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط في إجراء مثل تلك العمليات، تقنية زرع غالق زائدة الأذين القلبية، وذلك عن طريق القسطرة مع بعض المرضى والذين لديهم سيولة في الدم، زراعة الصمام الأورطي عن طريق القسطرة، استخدام المثقاب الدائري « الروتبليتر» ، زراعة أصغر مضخة قلب في العالم عن طريق القسطرة بالشريان الفخذي، قسطرة القلب الكهروفيسيولوجية باستخدام الروبوت الآلي. وأشار إلى أن المركز لديه خطط طموحة لتطوير المركز والارتقاء بخدماته من بينها إنشاء مختبر متكامل، توفير أجهزة متطورة فنحن حالياً بصدد استحداث جهاز التصوير المقطعي، إعادة تطوير غرف العمليات وتحويلها إلى غرف عمليات رقمية واستحداث غرفة عمليات هجينة، استحداث غرف العناية المركزة المتخصصة وغرف الرعاية التأهيلية للقلب، إنشاء مجمع سكني نموذجي للكوادر الطبية لجذب الكفاءات العالمية للعمل بالمركز وبالتالي رفع مستوى الخدمات الطبية المؤهلة، استقطاب الكفاءات من طلبة الطب في جامعة الملك فيصل، حيث تتاح لهم فرصة التدريب في المركز ونقدِّم لهم الدعم من خلال المشاركة في المحاضرات والمؤتمرات».