دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المسلحين الحوثيين إلى الانسحاب من الوزارات في العاصمة صنعاء وذلك في أول كلمة له عبر التليفزيون منذ خروجه من صنعاء إلى عدن الشهر الماضي. ودعا الرئيس هادي جميع القوى السياسية بمن فيهم الحوثيون إلى الحوار والالتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والذهاب إلى الحوار في الرياض. وقال هادي في كلمة بثتها قناة عدن الفضائية «لقد غادرت صنعاء الحبيبة عاصمة الجمهورية اليمنية ورمز شموخها مكرها بعد أن سيطرت المليشيات المسلحة الحوثية عليها وحاصرت منزلي واستهدفته معلنة بذلك انقلابا عسكريا مكتمل الأركان». ووصف الرئيس هادي قصف قصر المعاشيق في عدن ب «العدوان الهمجي الأرعن لمليشيات مسلحة انقلابية». وتعهد الرئيس بمواجهة النفوذ الإيراني وقال هادي في كلمته «لن تثنينا تلك الممارسات المجنونة واللامسؤولة عن تحمل المسؤولية حتى نصل بالبلاد إلى بر الأمان ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبل مران في صعدة بدلا عن العلم الإيراني، لأني أؤمن أن التجربة الإيرانية الاثني عشرية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثية ومن يساندها لن يقبلها الشعب اليمني زيديا وشافعيا». وتوجه الرئيس للحوثي مخاطبا «كفى مغالطات للشعب اليمني يا عبدالملك الحوثي أنت ومن يدعمونك». ودعا هادي الشعب اليمني إلى استلهام الحكمة وأن يكونوا يد واحدة في مواجهة العابثين بوحدة واستقرار بلادنا، وقال «ندعوكم للالتفاف حول مؤسسات الدولة بعيدا عن الطائفية والمناطقية والمذهبية». وأضاف «أدعو كل المكونات السياسية إلى استشعار خطورة المرحلة والمشاركة بفاعلية في الحوار الذي دعيت إليه بمقر أمانة مجلس التعاون في الرياض للخروج بحلول تجنب اليمن الانهيار والتشظي والانقسام والعنف والعمل على تصحيح مسار العملية السياسية وعودتها إلى الطريق الصحيح. وتابع «سأكون كما كنت دائما مسؤولا عن الجميع رغم كل الظروف». ووجه هادي تحياته إلى القوات لملسحة والأمن، داعيا إياهم إلى التمسك بالشرعية الدستورية والواجب العسكري والانضباط والجاهزية. وقال «أنتم جيش الوطن وصمام أمان وحدته الوطنية ومسؤوليتكم اليوم تتجلى في الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية مؤسسات الدولة في كل ربوع الوطن». كما دعا هادي القوات المسلحة والأمن إلى «التمسك بالثوابت الوطنية المتمثلة في الجمهورية والوحدة والديمقراطية والالتفاف حول المبادئ بعيدا عن الصراعات السياسية والحزبية والولاءات الشخصية». وقال «القوات المسلحة والأمن حزب الوطن الكبير ولن نسمح مطلقا بتجيير المؤسسة الأمنية والعسكرية لتلبية نزوات شخصية أو جهوية أو طائفية». واختتم هادي خطابه بتقديم الشكر والتقدير لدول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية على الدعم والمساندة للشعب اليمني سياسيا واقتصاديا وأمنيا في مختلف المراحل وكافة الظروف، كما أتوجه بالشكر والتقدير لكافة الدول الراعية للمبادرة الخليجية والمجتمع الدولي على دعمهم السياسي والاقتصادي لبلادنا. وقال «الشكر موصول أيضاً لكافة الدول العربية الشقيقة وعلى رأسها دولة مصر العربية الشقيقة التي تقف إلى جانب الشعب اليمني وعدم التخلي عن اليمن في هذه الظروف الصعبة»