نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي يبنيامين نتنياهو أمس أنه تخلى عن التزامه بقيام دولة فلسطينية لكنه قال إن الأوضاع السياسية الحالية جعلت الاحتمال أكثر بعدا. وفيما يبدو تراجعا عن تصريحات أدلى بها أثناء الحملة الانتخابية في إسرائيل وأثارت انتقادا قويا من الولاياتالمتحدة، قال نتنياهو في مقابلة مع محطة إم.إس.إن.بي.سي التليفزيونية «لا أريد حلا على أساس قيام دولة واحدة. أريد حلا سلميا دائما على أساس قيام دولتين. لكن لتحقيق ذلك يجب أن تتغير الظروف». كما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السلطة الفلسطينية إلى قطع علاقاتها مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وخوض مفاوضات «حقيقية» مع إسرائيل. وقال نتنياهو لتليفزيون «إن بي سي» الأمريكي إنه «فخور بكونه رئيس وزراء كل مواطني إسرائيل من العرب واليهود على السواء» بعد أن أثار الغضب لحثه أنصاره للتصويت له عبر تحذيرهم من إقبال العرب الإسرائيليين بكثافة على التصويت خلال الانتخابات التي نظمت الثلاثاء. ويتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقيادة حكومة ائتلافية يغلب عليها التيار اليميني بعد السيطرة على 67 من جملة 120 مقعدا في البرلمان وفقا لما أظهرته النتائج النهائية التي أعلنت أمس. وفاز حزب ليكود اليميني بزعامة نتنياهو بثلاثين مقعدا في الكنيست مقابل 24 للاتحاد الصهيوني المنتمي ليسار الوسط. ويمثل هذا انتصارا أكبر مما حققه في الانتخابات الماضية عام 2013 حين فاز حزب ليكود بثمانية عشر مقعدا. واعترف رئيس الاتحاد الصهيوني إسحق هرتزوج بالهزيمة في الانتخابات. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي «الواقع جليّ وهو يملي علينا أن نكون في المعارضة وأن نكون بديلا في كل قضية» رافضا فكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين إنه سيطلب يوم الأحد من زعماء الأحزاب التي فازت بانتخابات البرلمان تقديم أسماء مرشحيهم لتشكيل حكومة. ومن شبه المؤكد أن يفوز نتنياهو بتشكيل الحكومة وسيكون أمامه 42 يوما للقيام بذلك. وحيث إنه لم يفز أي حزب بالأغلبية المطلقة فإن إسرائيل ستقودها حكومة ائتلافية كما كان الحال على مدار تاريخها. ويتوقع أن يطلب نتنياهو من الأحزاب اليمينية الصغيرة المنتمية لأقصى اليمين أن تنضم إلى ائتلافه مثل البيت اليهودي (ثمانية مقاعد) وحزب إسرائيل بيتنا (ستة مقاعد) بالإضافة إلى حزبي شاس (سبعة مقاعد) وحزب التوراة اليهودية الموحد (ستة مقاعد). ومع انضمام هذه لأحزاب سيسيطر نتنياهو على 57 مقعدا في الكنيست لا تمنحه الأغلبية مما سيعطي حزب «كلنا» الوسطي الذي فاز بعشرة مقاعد بزعامة موشيه كحلون دورا مهما في تشكيل الحكومة. وعرض نتنياهو على زعيم حزب كلنا حقيبة المالية في الحكومة الجديدة ورد كحلون بأنه سيفكر بالعرض غير أن المحللين السياسيين رجحوا انضمامه.