أي فعل إرهابي يحدث في أي منطقة من العالم هو عمل إرهابي يجب إدانته من جميع المؤسسات الدولية والحكومية، لكن -مع الأسف- لا تزال هناك كثير من المواقف الدولية والحكومية عاجزة عن النظر بنفس النظرة تجاه الإرهاب الذي تمارسه الدول، وتخشى في أحيان كثيرة حتى توجيه الإدانة له. الإرهاب تقوم به جماعة منظمة وأفراد ينتمون لهذه الجماعات، وعلى الطرف المقابل هناك حكومات تمارس الإرهاب بأبشع أشكاله ضد شعوبها أو شعوب أخرى، وهو الإرهاب الأخطر ويجب أن تتخذ منه المؤسسات الدولية والحكومات موقفاً أشد مما تتخذه من جماعات إرهابية تعمل خارج نطاق القانون. والإرهاب ليس فقط ارتكاب أعمال القتل والإجرام بحق المدنيين، فالقتل هو الفعل الأسوأ في ممارسة الإرهاب، والتهجير بالقوة بالإضافة إلى نهب الممتلكات أو ممارسة الضغط والإكراه والتهديد والاغتيال السياسي، هي أيضا أفعال إرهابية، كما أن تقديم المساعدة للإرهابيين هو ممارسة إرهابية يتم تجاهلها بشكل أساسي من قبل حكومات عديدة. النظام الإيراني ونظام الأسد وحزب الله والحوثيون يمارسون أسوأ أنواع الإرهاب في سوريا والعراق ولبنان واليمن، دون أن يتحرك المجتمع الدولي وعديد من الحكومات الغربية تجاه هذه الممارسات، فنظام الأسد وشريكاه الإيراني واللبناني قتلوا من السوريين أكثر من مائتي ألف مدني ولم يتخذ الغرب وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية أي موقف، بل على العكس من ذلك، فواشنطن أزالت إيران وحزب الله من قوائم الإرهاب التي تعتمدها. واشنطن أمس أدانت بعبارات شديدة العملية الإرهابية في تونس بينما لم تحرك ساكنا ضد إرهاب نظام الأسد الذي استخدم الغازات السامة في سوريا قبل يومين، كما أن واشنطن قادت تحالفا دوليا لمكافحة إرهاب القاعدة في أفغانستان وضد «داعش» بينما تصمت إزاء انتهاكات إيران وميليشياتها. إرهاب الدول هو الأخطر من الجماعات الإرهابية كالقاعدة و«داعش»، فهذه منظمات خارجة عن القانون بينما طهران ودمشق ترتكبان الأعمال الإرهابية تحت حماية القانون.