رفض الرئيس بشار الأسد أمس تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي قال فيها إن الأسد يجب أن يكون طرفا في أي مفاوضات ترمي إلى حدوث تحول سياسي قائلا «أي شيء أتى من خارج الحدود كان مجرد كلام وفقاعات تذهب وتختفي بعد فترة فلا يهم». وقال الأسد في تصريحات بثها التليفزيون الرسمي السوري «ما زلنا نستمع لتصريحات وعلينا أن ننتظر الأفعال وعندها نقرر». وفي مقابلة مع شبكة سي.بي.إس الأحد لم يكرر كيري الموقف الرسمي الأمريكي بأن الأسد فقد كل شرعيته ويتعين عليه الرحيل. وقال كيري عندما سئل إن كانت الولاياتالمتحدة مستعدة للتفاوض مع الأسد «ينبغي علينا التفاوض في نهاية المطاف». وذكر كيري أن الولاياتالمتحدة ودولا أخرى لم يحددها تبحث سبل إعادة إحياء العملية الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا الذي خلّف أكثر من 200 ألف قتيل. وقال كيري «ما نسعى لتحقيقه هو حمله (الأسد) على المجيء لعمل ذلك وقد يتطلب الأمر زيادة الضغوط عليه بأشكال متعددة بهدف تحقيق ذلك». من جهتها أكدت فرنسا أمس أنها ترغب «بتسوية سياسية متفاوض عليها بين مختلف الأطراف السورية» مشيرة إلى أن الرئيس السوري «لا يمكن أن يكون ضمن هذا الإطار» فيما أثار موقف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول ضرورة التفاوض مع بشار الأسد الجدل مجددا حول هذه المسالة. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال «موقفنا معروف ويندرج في إطار بيان جنيف 2012: هدفنا هو تسوية سياسية متفاوض عليها بين مختلف الأطراف السورية تؤدي إلى حكومة وحدة». وأضاف أن مثل هذه الحكومة يجب أن تضم «بعض هيئات النظام القائم والائتلاف الوطني ومكونات أخرى لها عن سوريا رؤية معتدلة وشاملة وتحترم مختلف مجموعات البلاد». وتابع «من الواضح بالنسبة لنا أن بشار الأسد لا يمكن أن يدرج في مثل هذا الإطار» مذكرا بمقالة نشرها في نهاية فبراير وزيرا خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا فيليب هاموند وكررا فيها القول إن «بشار الأسد لا يمكن أن يكون في مستقبل سوريا». وكان كيري أعاد في مقابلة صحافية إحياء الجدل حول فرص التحاور مع الرئيس السوري الذي تقاطعه القوى الغربية منذ بدء الحرب التي أوقعت أكثر من 215 ألف قتيل منذ 4 أعوام.