يظهر جليا للمتابع لبعض أنشطة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، أنه عالم محب وهاوٍ ومحافظ على الآثار، ولايمكن التحدث عن التراث في المملكة دون التطرق إلى الملك سلمان، الذي أولى التراث الوطني عناية كبيرة تظهر برئاسته ودعمه المتواصل لدارة الملك عبدالعزيز والمعروفة بخدمتها لتاريخ وجغرافيا وتراث المملكة العربية السعودية والدول العربية والإسلامية. ويتمكن المراقب من رؤية لمسات الملك سلمان بن عبدالعزيز وحبه للتراث في الرياض حيث تظهر على سبيل المثال هذه اللمسات في التصميم الخارجي للحي الدبلوماسي وسكن موظفي وزارة الخارجية ومباني الدرعية التي تشعرك وكأنك في الرياض القديمة على الرغم من توفر جميع ما يتميز به البنيان الحديث. وقد استفادت بعض الدول في إنشاء أحياء تحوي أغلب الممثليات الدبلوماسية أسوة بالحي الدبلوماسي في مدينة الرياض، الذي يعد مدينة صغيرة تحضنها الرياض، ويحتوي تقريبا على كل السفارات والقنصليات وبعض الإدارات مثل مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة والهيئة العامة للسياحة والآثار والهيئة السعودية للتخصصات الطبية. من يزور منطقة قصر الحكم ومسجد الإمام تركي بن عبدالله وسوق الديرة ومركز المعيقلية وسوق الزل أو من يزور منطقة جنوب الدرعية، يستشعر من خلال المباني عبق التاريخ مع المحافظة على التراث العمراني والتصميم الخارجي والداخلي، التي لاشك أنها نتاج رؤية الملك سلمان الثاقبة في تطوير هذه المناطق بصورة حديثة حيث تتوفر فيها جميع الخدمات بالإضافة إلى التخطيط البيئي. يتميز خادم الحرمين الشريفين رعاه الله باهتمامه وإلمامه الشامل في الثقافة وفي التاريخ خاصة فيما يتعلق بتاريخ الرياض وتاريخ أسرة آل سعود في مراحلها الثلاث، فقد ألقى حفظه الله في جامعة الملك سعود عقب تدشينه كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية محاضرة عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية في تاريخ الملك عبدالعزيز أمام حشد من الأكاديميين والمختصين والعلماء في عام 2012م ظهر لهم ما يتميز به خادم الحرمين الشريفين من خبرة واختصاص ودراية عميقة في التأريخ. كما قدم في الجامعة الإسلامية محاضرة الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية في عام 2011م وألقى الملك سلمان في جامعة أم القرى أثناء تدشين مركز تاريخ مكةالمكرمة عام 2008م محاضرة بعنوان ملامح تاريخ الملك عبدالعزيز في مكةالمكرمة. وقد أثبت في هذه اللقاءات أنه يتمتع بقدرة كبيرة وخبرة أكاديمية وإلمام عميق بتاريخ الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وتاريخ الدولة السعودية في مراحلها السابقة حتى يومنا هذا، وقد أبهر الحضور من خلال المداخلات والإجابة على كل التساؤلات والاستفسارات لنخبة من علماء التاريخ والمختصين في هذه المناسبات. ويتبين حرص الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله على الجانب الثقافي من إنشائه مركز الملك عبدالعزيز التاريخي الذي أصبح من أهم معالم الرياض الثقافية والحضارية، ويتضمن المركز المتحف الوطني الذي يسهم في إثراء التوعية والثقافة والتعليم بآثار كافة مناطق المملكة. وقد بادر الملك سلمان من حرصه على الثقافة في فكرة إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية كما ذكر زاهر عثمان في مقال له في جريدة الجزيرة، أن المكتبة كانت فكرة الملك سلمان احتفاء في مبايعة الملك فهد رحمه الله وتخليدا لتلك المناسبة، ومن المعروف أن المكتبة تصدر السجل لكل الوثائق والمطبوعات والكتب الحديثة الصادرة في المملكة وتحتوي المكتبة كذلك مركز الملك سلمان لحفظ الصور، الذي يمثل مركزا وطنيا للصور التاريخية الوطنية. يجدر بالذكر تقدير مؤسسات وهيئات وجمعيات كثيرة لدور الملك سلمان الفاعل في مجال أنشطتها باختيارها له أدامه الله رئيسا فخريا لها. فقد ترأس الملك سلمان عددا من المراكز واللجان منها مركز الملك سلمان الاجتماعي الذي يهدف إلى رعاية الكبار ومساندة الأسر في رعاية كبارها عن طريق تقديم الخدمات الصحية والثقافية والخيرية والرياضية. وللجنة أصدقاء المرضى وهي لجنة خيرية تعتمد على التبرعات وتهتم بالنواحي الاجتماعية للمرضى والتخفيف عنهم من خلال تقديم الزيارات لهم، إضافة للمساعدات المادية والعينية للمرضى المحتاجين من خلال برامجها، وغيره من الجهات مثل المركز السعودي لزراعة الأعضاء وجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي. يلقي ما أوردناه سابقا بعض الضوء على معالم في الطريق الطويل من إنجازات ولي أمر هذه الأمة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في مسيرته التي يفخر بها كل سعودي ونهنئ أنفسنا والعالمين العربي والإسلامي بل والعالم أجمع بتولي الملك سلمان حكم المملكة، لأننا على يقين باستمرار إسهاماته على المستوى الداخلي في تنمية المملكة في المرحلة القادمة والمستوى الخارجي في الإسهام في حفظ السلام العالمي ومحاربة التطرف وجمع شمل الأمتين العربية والإسلامية.