هل يستمد الشخص قوته من داخله، أم أنه يحتاج لعوامل خارجية تزيد من قوته في تحدي الصعاب التي تواجهه في الحياة؟ اختلف الأشخاص، واختلفت بنياتهم النفسية الداخلية، وقدرات تحملهم، بعضهم قادر على مواجهة مواقفه وحلها بإرادة ثابتة واجتهاد، وبعضهم الآخر ينطوي على نفسه، ولا تساعده قدرته الداخلية على مواجهة مشكلاته، فيحتاج للدعم الخارجي من الأصدقاء والمقربين، وفي حالات أخرى قد يحتاج للدعم النفسي من الأطباء النفسيين، ومنهم من يؤول بهم الحال للاستعانة بالأدوية من أجل إخفاء قلقهم ومخاوفهم لانعدام القوة الداخلية لديهم. القوة الداخلية قد تكون مكتسبة من الأهل، فحين ينشأ الطفل في بيئة ضعيفة وهشة، تُسهم بشكل كبير في بنائه النفسي فتجعله هشاً ضعيفاً، والعكس صحيح لمن ينشأون في بيئة سليمة يكون استعدادهم وقوتهم الداخلية قوية ومنيعة منذ الصغر. ولكن ذلك ليس مقياساً، فبعض الأشخاص يدمرون أنفسهم بأنفسهم، من خلال البقاء داخل دوامات الخوف والقلق، وبعضهم الآخر قد يحطم قيوده النفسية التي تجعله ضعيفاً فيغدو أقوى وأكثر قدرة على التحمل. «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، والتغيير الداخلي أهم بكثير لأنه يعتمد على السلامة والنفسية والاستقرار والأمن الداخلي الذي يجعل الشخص قادراً على التعايش ومواجهة الحياة بشكل سليم، الحياة تحتاج منا أن نكون مستعدين كل يوم لمواجهتها وكل دقيقة لاستغلالها، فالحياة تحتاج لقلب ونفس وإرادة قوية دائماً.