تخوض أربعة أحزاب عربية تمثل الأقلية العربية في إسرائيل الانتخابات البرلمانية القادمة تحت راية واحدة لأول مرة، بعد أن ظلت على هامش المشهد السياسي الإسرائيلي طوال الستين عاما الماضية، وتأمل هذه الأحزاب أن تكتسب قوة في الانتخابات البرلمانية التي تجري الأسبوع المقبل. وأظهرت عمليات المسح أن القائمة العربية الموحدة قد تجيء في المركز الثالث في الانتخابات، ويصبح لها دور فاعل في تشكيل الائتلافات الحكومية التي تهيمن على السياسة الإسرائيلية التي لم تشهد احتكار حزب واحد للأغلبية في البرلمان. ويعتبر عدد كبير من عرب إسرائيل -الذين يشكلون 20% من عدد السكان الذين يبلغون ثمانية ملايين نسمة- هذا التوحد الجديد خطوة كبيرة على طريق محاربة التمييز وكسب الاعتراف. ورغم أن لعرب إسرائيل حقوقاً كاملة متساوية إلا أنهم يقولون إنه في كثير من الأحيان يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية. وعرب إسرائيل هم من بقوا في البلاد خلال حرب عام 1948 التي فر خلالها أو أجبر على الرحيل مئات الآلاف من الفلسطينيين لينتهي بهم الأمر في الأردن ولبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.ومن بقي يشكون طويلاً من تدني الخدمات ومخصصات غير عادلة في التعليم والصحة والإسكان. ويعيش أكثر من نصف عرب إسرائيل تحت خط الفقر. وانتشرت في أم الفحم البلدة التي يعيش فيها 48 ألفاً من عرب إسرائيل التي تقع قرب الحدود الشمالية للضفة الغربية اللافتات التي تدعو السكان للتصويت للقائمة العربية الموحدة على طول الطرق الصاعدة إلى التلال. وعلق عند مدخل البلدة راية الحزب ذات اللونين الأزرق والرمادي وكتب عليها «هم واحد.. صوت واحد». ولم تشارك أحزاب عربية قط في أي حكومة إسرائيلية ولم تسع للمشاركة. وهذا لن يتغير الآن على الأرجح لكن القائمة العربية الموحدة يمكن أن تلعب دوراً كبيراً بعد فرز الأصوات.وتحصل الأحزاب العربية عادة على نحو 11 مقعداً في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) المكون من 120 مقعداً. وتشير استطلاعات الرأي إلى أنهم كقائمة موحدة يمكن أن يحصلوا على 13 مقعداً بينما ترتفع توقعاتهم الداخلية إلى 15 مقعداً وهو ما يضعهم بوضوح في المركز الثالث. وفي النظام الانتخابي البرلماني الإسرائيلي يختار الناخبون أحزاباً لا أفراداً وزعيم الحزب الذي له أكبر عدد من الحلفاء السياسيين هو الذي يفوز عادة بتفويض رئاسي لتشكيل الحكومة. ولمح أيمن عودة رئيس القائمة العربية الموحدة إلى أن القائمة تساند إسحق هرتزوج الذي يسير حزبه «الاتحاد الصهيوني» وهو يسار وسط كتفاً بكتف مع حزب «ليكود» الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني قبل الانتخابات التي تجري في 17 مارس. وفي مثل هذه المنافسة المحتدمة كل مقعد يصبح له قيمة.