يسعى أعضاء «الكنيست» من حزب «التجمع الوطني الديموقراطي» العربي لاستهداف شرائح من اليسار اليهودي للتصويت لحزبهم المعروف بنزعته القومية، كجزء من حملتهم للانتخابات التشريعية المرتقبة في 22 كانون الثاني (يناير)، في ظل عزوف أعداد متزايدة من العرب في إسرائيل عن الإدلاء بأصواتها في الانتخابات وسط انقسام وإحباط من أنه لن يكون لها رأي في كيفية إدارة البلاد. وقال عضو الكنيست النائب العربي جمال زحالقة «إننا نحاول أن نحصل على أصوات من لديهم توجهات ديموقراطية من الشارع الإسرائيلي وليس من الشارع العربي فقط، ونعقد جلسات مع الشباب في البيوت والنوادي والمقاهي». وتابع «يساعدنا ناشطون يهود يعملون بين صفوفنا في تنظيم هذه اللقاءات في تل أبيب والقدس. وحتى لو لم يصوتوا لنا، فنحن نشرح لهم برامجنا ونعرفهم على انفسنا». ويمثل زحالقة حزب «التجمع الديموقراطي» في الكنيست، والمعروف لدى الإسرائيليين بحزب «البلد»، ومؤسسه عزمي بشارة الموجود خارج إسرائيل. وتضم قائمة مرشحيه حنين زعبي والاقتصادي باسل غطاس وجمعة زبارقة من النقب وغيرهم. وهم ممثلون بثلاثة أعضاء في الكنيست السابق ويتوقع أن يحصلوا على نفس العدد. ويمثل العرب واحدة من أفقر الأقليات في إسرائيل وأقلها مشاركة في السياسة ويكافحون لإيجاد مكان لهم في الدولة، ويراود كثيرون الشك في أن مشاركتهم في الانتخابات ستغير الأمر. والاهتمام بالشؤون المحلية يتجاوز بكثير الاهتمام بالسياسة الوطنية. ويكشف استطلاع جامعة حيفا أن نحو 57 في المئة من العرب يعتبرون إن قضايا البطالة والإسكان والصحة والتعليم مثار اهتمامهم الرئيسي. وتحدث 8 في المئة فقط عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويشتكي العرب من تمييز متفش حتى في الخدمات البلدية البسيطة ومن توزيع جائر لأموال التعليم والصحة والإسكان وفرض قيود على تصاريح البناء ما يؤدي إلى بناء غير مشروع وما يليه من عمليات هدم. كما أنهم محرومون من حق لم الشمل الأسري إذا كانوا متزوجين من فلسطينيين أو فلسطينيات من الضفة الغربية أو غزة. ويعيش أكثر من نصف العرب تحت خط الفقر، بينما تبلغ نسبة من يعيشون تحت خط الفقر في إسرائيل بوجه عام 20 في المئة، فيما وصلت نسبة العاطلين من العمل بين العرب إلى نحو 30 في المئة، أي خمسة أمثال النسبة في إسرائيل بوجه عام. وأفاد استطلاع للرأي أجرته جامعة حيفا الشهر الماضي بأن نحو نصف الناخبين العرب سيصوتون في الانتخابات، أي أقل من النسبة التي شاركت في انتخابات عام 1999، وهي 75 في المئة. وصوت نحو 80 في المئة من العرب في الانتخابات المحلية في عام 2008 مقارنة بنسبة 53 في المئة منهم شاركوا في الانتخابات البرلمانية بعد ذلك بعام (2009) أي أقل بواقع 12 نقطة مئوية عن المتوسط العام. ويؤدي عزوف العرب عن الاقتراع إلى تحييد أكبر لصوتهم على مستوى إسرائيل. ويعيش نحو 1.6 مليون عربي مسلم ومسيحي بشكل أساسي في مدن وقرى بشمال إسرائيل ويديرون شؤونهم البلدية الخاصة ومدارسهم. ويقول خبراء إنه في ظل نظام التمثيل النسبي المعمول به في إسرائيل فإن الأحزاب العربية يمكن أن تحصل على ما يصل إلى 20 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 120 مقعداً إذا كانت نسبة الإقبال أعلى وإذا تمكن السياسيون العرب من تقديم جبهة أكثر اتحاداً. وفازت ثلاثة أحزاب يقودها العرب وهي القائمة العربية الموحدة وحزب التجمع الوطني الديموقراطي والجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة بعدد 11 مقعداً في عام 2009. وذهبت بعض أصوات العرب إلى أحزاب يهودية مثل حزب شاس اليميني المتطرف الذي يقوم بجولات انتخابية في بلدات عربية ويعد بخدمات اجتماعية أكبر. وعلى الطرف الآخر تحض الحركة الإسلامية في إسرائيل التابعة لجماعة الإخوان المسلمين أنصارها على مقاطعة الانتخابات المقررة الثلثاء. وتجتذب هذه الحركة المحافظة الأصوات من خلال شبكة من الخدمات الاجتماعية. ويشكل العرب حوالى 20 في المئة من سكان إسرائيل ويقدر عددهم بأكثر من 1.3 مليون شخص وهم يتحدرون من 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد إعلان قيام دولة إسرائيل العام 1948.