رغم كل الجهود الواضحة للعيان، التي لمسها المواطن على أرض الواقع، من تصفية عشرات المساهمات العقارية المتعثرة منذ عقود، إلى مكافحة الغش التجاري وتقليد العلامات التجارية والتلاعب بالأسعار والتخفيضات الوهمية، إلى الحد من ظاهرة التلاعب بالأوراق التجارية، انتهاء بتأطير كل هذه الأعمال بأداة ردع قوية «التشهير بالمخالفين» دون تفرقة، رغم كل هذه المنجزات التي سطرتها وزارة التجارة في وقت وجيز، وبعدد لا يتجاوز ال500 مراقب، يأتي عضو مجلس شورى لينسفها ب «تغريدة» لا مسؤولة واصفاً إياها بأنها «دغدغة لمشاعر الناس»، مدعياً أن هذه «الدغدغة» تأتي على حساب دور الوزارة في تطوير التجارة وتنمية الصناعة! عزيزي عضو مجلس الشورى، أظنك بهذه التغريدة التي كشفت من خلالها عن «مثالب عظيمة» لوزارة التجارة، قمت من حيث لا تريد باستفتاء الناس «ضحايا الدغدغة» عن آرائهم ومشاعرهم -التي تخشى عليها- إزاء هذه الوزارة، وحسناً فعلت أن نوَّرت بصائرنا وأبصارنا، وإن كنت ترغب في أن يصيبك حفنة من النور والتنور الذي أصابنا، فما عليك سوى زيارة أحد «الهشتاقات» التي أطلقها «المُدَغدَغون» في تويتر. أما أنا كمواطن وقع ضحية «دغدغة» وزارة التجارة، فلك أن تعتبر هذا المقال إقراراً منّي، وإخلاءً لمسؤولية وزارة التجارة، بأنني راضٍٍ بهذه «الدغدغة»، بل وأطلب المزيد منها، وها أنا أكتب وأنا أتمتم مترنماً بإحدى روائع كاظم الساهر بتصرّف: «زيديني دغدغة زيديني»، وأظن أن كثيراً من المواطنين يشاركونني هذا الشعور، وهذا المطلب! أما القلة الذين يُخشَى على مصالحهم بسبب انشغال وزارة التجارة بدغدغة البسطاء على حساب تطوير تجارتهم وتنمية صناعتهم، فليس لهم إلا الله، عليهم أن يرضوا بالنزر اليسير من الاهتمام الذي توليهم إياه وزارة التجارة، وأن يعتنوا بشؤونهم بأنفسهم، أو يهبطوا من أبراجهم العاجية، ليشاركونا متعة الدغدغة! أما كفاهم «قهقهة» كل هذا الزمن؟!