تقف المملكة العربية السعودية اليوم أمام تحديات إقليمية كثيرة، فالأزمة السورية تراوح مكانها منذ 4 سنين، والمليشيات المسلحة تنتشر في اليمن، والإرهاب الذي ينمو بشكل متزايد، وتمدد الطوق الإيراني، ومشكلة العلاقات العربية والإقليمية المتوترة. وتأتي زيارة الرئيس التركي أردوغان والرئيس المصري السيسي ولاحقًا الرئيس الباكستاني، في وقت تمر به المنطقة بمرحلة خطيرة جداً ودقيقة لكثرة المسائل الشائكة بين الأطراف والتناقض في المصالح واتساع دائرة الخلافات، فمنذ أن تولى الملك سلمان زمام الحكم، هناك حركة سياسية غير معهودة. هذا المخاض الذي تخوضه السعودية هو بطبيعة الحال لرسم أُطر جديدة في المنطقة، وإعادة روح العلاقات الودية التي أصابها الفتور في فترات مضت، وبناء ترسانة سياسية قادرة على حسم كثير من الملفات المهمة. وفيما يبدو أن صناعة القرار العربي كانت وما زالت تنطلق من المملكة العربية السعودية، التي أكدت هذه الأيام على جديتها في حلحلة تلك المسائل الشائكة. ترتكز الرؤية السعودية على عدة نقاط: - إعادة روح العلاقات بين الدول العربية التي تأثرت على خلفية الربيع العربي. - مد يد التعاون المشترك لبعض دول المنطقة غير العربية مثل تركيا التي هي أيضا نالها نصيبٌ وافر من خلافات الربيع العربي وباكستان. - بناء تحالفات جديدة لمواجهة المد الفارسي من جهة ومن جهة لضمان خوض حرب سياسية ناجحة داخل الأممالمتحدة أو خارجها. - التوجه لمجلس الأمن والضغط السياسي على صانع القرار. وستكون هذه المرتكزات هي العناوين الرئيسة في مجمل المحادثات، لكن قبل ذلك يجب أن نتجاوز عقبة الأزمة «المصرية – التركية»، التي هي ربما الأكثر إشكالًا، خاصة أن هناك جموداً في وجهات النظر وعدم تقديم أي تنازلات من الطرفين.