قلل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، الدكتور ناصر الحجيلان، من قدرة الشباب والفتيات على طرح رؤاهم وإيصال تجاربهم الثقافية والفنية إلى المتلقي، بحجة أن عدم امتلاكهم الكمية الكافية من التجارب الحياتية حتى يطرحونها في ندوات معرض الرياض الدولي للكتاب، وتحديداً في ندوة "الشباب والفنون" المجدولة ضمن فعاليات المعرض لهذا العام. وقال الحجيلان، خلال مؤتمر صحافي عقد السبت في الرياض للحديث عن المعرض، وفي إطار رده على سؤال ل"الشرق" عن غياب الشباب عن الندوة: مَنْ سيشارك في الندوه يمتلك من خبرة ثقافية ما يكفي لتقديمها للشباب للاستفادة منها، وأنهم سيكونون أكثر إقناعاً وتوثيقاً للمستمع. واتفق رئيس اللجنة الثقافية في المعرض، الدكتور جبريل العريشي مع الحجيلان، مشدداً على أن الشباب من كلا الجنسين، لا يملكون الثقة الكاملة للتحدث أمام الجمهور، مستدلاً بأنه لمس ذلك من خلال طلابه، إذ إن الطالب عندما يطلب منه الحديث أمام زملائه يمسك بالورقة ويرتجف خلال قراءته ما فيها. وعقد المؤتمر في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، بحضور ممثلين عن وزارة الثقافة والإعلام، ورؤساء لجان في المعرض، وعدد من ممثلي وسائل إعلام مختلفة. وتنطلق فعاليات المعرض مساء الأربعاء المقبل برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسيفتتحه نيابة عنه وزير الثقافة والإعلام، عادل الطريفي في مركز المعارض بالرياض. 915 ناشراً وأوضح الحجيلان أن المعرض هذا العام اختير له عنوان "الكتاب.. تعايش"، مشيراً إلى أن الكتاب يمثل رؤية ويؤثر على المتلقي ويتعايش معه ومع الذات، وهي فكرة شاملة. وقال إن ضيف الشرف لهذا العام هي جمهورية إفريقيا، ويضم المعرض 915 دار نشر قابلة للتغيير، ما بين مؤسسات حكومية وأهلية ودار وكالات، كما يضم حوالي 600 ألف عنوان ورقي وإلكتروني. فسح ورقابة من جانبه، أوضح مدير الإعلام الداخلي، الدكتور عبدالعزيز العقيل، أن فسح الكتب يتم بناءً على شروط ميسرة روعي فيها جانب عدم المساس بالعقيدة والوطن والثوابت الأخلاقية والعقيدة، مشدداً على أن اللجنة لا تسمح بأية تجاوزات، لكنها في الوقت نفسه تستخدم المرونة، نظراً لأن المعرض محفل ثقافي سنوي ينتظرة الجميع كل عام، رافضاً ما يشاع بأن هناك كتباً مخالفة سمح لها بالمشاركة، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أنه إذا كانت موجودة فهي قليلة، بتجاوز من دور النشر، وعند اكتشافها تتم معاقبة المخالفين. وعلق الحجيلان على تجاوز بعض دور النشر، بقوله إن لدى لجنة المطبوعات مجموعة من الخبراء المختصين، تراقب وتقيّم بشكل جماعي، ولا تسمع لأية ملاحظات من عامة الناس، كونها قد تكون مغرضة، بل إنها تقوم بالتقصي والنظر في تلك المخالفات. حرص على الالتزام بدوره، أوضح مدير المعرض، صالح الغامدي، أن المعرض استطاع أن يصل إلى مرحلة تنظيمية متقدمة، بجهود جميع العاملين فيه. وبيَّن أن إدارة المعرض حريصة على ضبط الأسعار، والتزام المشاركين بالتسعيرة المحددة، منوهاً بالنجاح الذي حققه نظام "البراكود" في العام الماضي، ومطالباً الزوار بالتبليغ عن أية دار لا تلتزم بالأسعار. كما شدد على أن مصادرة الكتب من حق اللجان المخولة في المعرض، وليس لغيرها حق المصادرة. فعاليات المعرض وعن فعاليات المعرض، قال الحجيلان، إنها مكثفة، وتشمل معظم مناطق المملكة، وتركز على محاربة الفكر الضال من خلال الندوات التي ستقام. وأشار العريشي إلى أن البرنامج الثقافي لهذا العام نُفذ من قبل لجنة مستقلة عن وزارة الثقافة والإعلام، ومشكلة من أغلب مناطق المملكة، وروعي فيه طرح الرؤى والأفكار المتنوعة. وفي سؤال آخر ل"الشرق" يتعلق بالشباب أيضاً، ويدور حول عدم إعطاء الروائيين منهم فرصة المشاركة لتقديم إبداعاتهم، على العكس من الروائيين القدماء، قال العريشي: إن مَنْ شارك هذا العام حرصت اللجنة على أنه لم يشارك منذ سنوات، ولكن المجال مفتوح لأي اسم روائي يقترح من قبل الجمهور. جديد المعرض وفيما يتعلق بالفعاليات الجديدة في المعرض، بيَّن الحجيلان أن دورة هذا العام، ستشهد بعض التغييرات في زيادة منصات التوقيع لتغطي الطلب المتزايد عليها، وكذلك تكريم أصحاب المتاحف، إلى جانب تكريم عشر شخصيات مؤثرة من الأسماء الراحلة، وتخصيص ركن بعنوان "ذكرى الراحلين"، يستعيد ذكرى الراحلين ممن حضر المعرض الأعوام الماضية، وكان لهم أثر ثقافي، ومنهم عبدالعزيز الخويطر، وعابد خزندار، وغيرهما ممن كان لهم الأثر الثقافي، إضافة إلى أن الممرات ستكون بأسماء المعالم والآثار التاريخية في المملكة. وكشف الحجيلان خلال المؤتمر عن أن المعرض سيكون فيه هذا العام لجنة حقوق للملكية الفكرية، سوف تطلع على الشكاوى الفكرية لحفظ حقوق المؤلف، وستتم فيها توفير نقطة لشحن الكتب من داخل المملكة وخارجها بأسعار رمزية، وخاصية جديدة للبحث، وخدمة بيع الكتب إلكترونياً، مع توفير رقم هاتف يتم عبره التواصل لإبداء أية ملاحظات على الكتب أو غيرها. ولفت إلى أن البلاغات التي قدمت في دورة العام الماضي كانت أقل من الدورات التي سبقتها.