رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء أمس، حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية للفائزين بها في دورتها ال37، في قاعة الأمير سلطان الكبرى بالرياض، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء. وسلم خادم الحرمين الشريفين الفائزين جوائزهم خلال الحفل، وهم: الدكتور ذاكر عبدالكريم نايك (خدمة الإسلام)، الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن كعكي (الدراسات الإسلامية)، الدكتور جيفري جوردن إيفان (الطب)، والفائزين بجائزة العلوم مناصفة البريفسور مايكل جراتزل والبروفسور عمر موانس ياغي، بعد أن حجبت جائزة اللغة العربية وآدابها لعدم استيفاء الأعمال المرشحة شروط الجائزة. وألقى أمير منطقة مكةالمكرمة، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، رئيس هيئة الجائزة، الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، كلمة في مستهل الحفل، رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين، منوهاً إلى أنه «حامل مشعل العلم والثقافة»، ومهنئاً الفائزين بالجائزة بقوله: «أيها الفائزون بجائزة الملك فيصل العالمية، الواهبون حياتكم في سبيل إسعاد البشرية، أهنئكم بالتكريم.. الذي أنتم أحق الناس به». وحذر في كلمته مما يسود العالم من خلل جراء استفحال القتل واستكبار الجهل وسياسة الكيل بمكيالين، داعياً إلى عدم الارتكان إلى الحلفاء أو الأصدقاء، بل الاعتماد على الذات بعد الله سبحانه وتعالى، وقال: «الأمر جلل.. في الكون خلل.. والصبر ملل.. استفحل القتل.. واستكبر الجهل.. واستسلم العقل.. القوي يَستَغِل.. والضعيف يُستَغَل.. وتُستثمر حقوق الإنسان، فتُفرض هنا.. وهناك تُهان، لا مكان اليوم لضعيف، ولا أمان لصديق.. أو حليف، ولا اعتماد إلا على الله.. ثم على الذات، ولا مجال للترف.. والملذات، إنه يوم العزم.. والحزم.. والثبات، فلنشمّر عن السّواعد.. لنبني الوطن الواعد، ونواجه الفكر بالفكر، ونسترد الإسلام من خاطفيه، ونحمي الوطن من مخربيه.. ونحسم الأمر مع خائنيه، ونحوّل الصحراء مصنع قوّة.. والشباب عقلاً وفتوّة، وندرك بالإيمان المستحيل.. ونسجد حمداً للعزيز الجليل». وقد قدم الفائزين بين يدي خادم الحرمين الشريفين، أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية، الدكتور عبدالله العثيمين، وكان في مقدمتهم الفائز بالجائزة لخدمة الإسلام مدير مؤسسة البحث الإسلامية في الهند، الدكتور ذاكر عبدالكريم نائيك، الذي أعلن في كلمة موجزة له عقب تسلمه الجائزة عن تبرعه بقيمتها البالغة 200 ألف دولار (750 ألف ريال) كاملة، لتكون وقفاً لقناة «السلام» التي أنشأها كأول قناة في مجال المقارنات في العالم ويشاهد بثها باللغة الإنجليزية 100 مليون مشاهد، موجهاً شكره لوالديه وأسرته وزملائه المقرَّبين والعاملين في القناة. كما شكر مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وأثنى على جهودها في بث قيم الإسلام وروحه، وتشجيع المعرفة، والتقدُّم العلمي. وفي كلمته، قال الفائز بجائزة الدراسات الإسلامية، الدكتور المهندس عبدالعزيز كعكي، إن الجائزة ستكون تشجيعاً له على إتمام ما بدأ به، معرباً عن شكره وتقديره للقائمين على الجائزة. بدوره أثنى الفائز بجائزة الطب البروفيسور جيفري إيفان جوردن، في كلمته التي ألقاها البروفيسور شريف كرم لدى تسلمه الجائزة نيابة عنه، على دور طلابه في نيل هذه الجائزة، بعد أن استهلها بمثل إفريقي «إذا أردت أن ترحل سريعاً فاذهب وحدك، أما إذا أردت الوصول إلى مكان بعيد فاذهب مع الآخرين». وقال: إنني أقبل هذا التكريم نيابة عن المجموعة الرائعة من طلابي الذين استطاعوا؛ بما لديهم من حب الاستطلاع، والشجاعة، والشغف العلمي، والإصرار على استكشاف المجهول، والأمل في المستقبل، والتواضع، أن يجعلوا رحلتنا سوياً مثيرة وممتعة للغاية. كما أود أن أقتسم متعة هذه اللحظة مع أسرتي، فحبهم الخالص لي، ودعمهم، وحكمتهم تعني بالنسبة إليَّ أكثر مما يمكن أن تعبر عنه كل الكلمات. وعبر عن امتنانه للجنة الاختيار للجائزة للطب على هذا التقدير. كما أعرب كل من البروفيسور مايكل جراتزل والبروفيسور عمر مُوَنِّسْ ياغي، الفائزان مشاركةً بجائزة العلوم عن سعادتهما بنيل الجائزة، ووجه جراتزال شكره إلى إدارة معمل الضوئيات بالمعهد السويسري الفيدرالي للتقنية، وإلى الباحثين العاملين معه، وللمؤسسات الأكاديمية والصناعية التي دعمت بحوثه. وخص بالشكر معهد لوزان الاتحادي للتقانات المتعددة، بالإضافة إلى جامعة الملك عبد العزيز في جدة. وقال: إن هذا التميُّز شرف عظيم أعتز به ويسعدني قبوله بكل امتنان. فيما وجه البروفيسور ياغي الشكر لمن رشحوه لنيل الجائزة، ولطلابه ولكل من عمل معه للوصول إلى ما وصل إليه. وتحدث في عن عشقه للكيمياء وهو في العاشرة من عمره في بلده الأم الأردن، وأعرب عن سعادته بابتكار طرق جديدة لوضع الجزيئات سوياً لبناء تراكيب مختلفة، مما أدَّى لاكتشاف مواد جديدة.