يشعر الحوثي الذي يحاول السيطرة على اليمن – ولن يتمكن- أن عزلته تزداد يوماً بعد يوم، ويدرك الحوثي أنه وإن سيطر على مؤسسات الدولة اليمنية فإنه لن يكون شرعياً، ولن يحظى بأي اعتراف من أي دولة، سوى من العاصمة التي صنعته ليكون خنجراً في ظهر اليمنيين والعرب، ويدرك الحوثي أنه عاجز عن تنفيذ تهديداته تجاه اليمنيين وغير اليمنيين، وهو متأكد أن صبر أهل اليمن على عربدته ليس ضعفاً، بل إنه يعبر عن الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه الوطن ومستقبله وعدم جره إلى الحرب الأهلية، التي لا يهم الحوثي انفجارها، بل إنه يسعى إلى ذلك، فهو جزء من الأجندة والسياسة الإيرانية التي تفتعل الحروب خارج حدودها كي تبعد لهيب النار عن الداخل المأزوم، ويعرف الحوثي أن لصبر شباب اليمن والقوى السياسية حدوداً، وعندما سينفد صبر أهل اليمن سيعود الحوثي إلى صعدة. الحوثي ومعه النظام الإيراني فقدا صوابهما بعد القرار الدولي الذي أشاد بعودة الرئيس هادي لممارسة مهامه الرئاسية من عدن، ووجدا نفسيهما أمام حقيقة أنه لا أحد يعترف بسلطة الحوثي التي يريد فرضها بقوة السلاح، وهذا ما دفعه للهجوم على الرئيس، وإطلاق التهديدات يمنة ويسرة، كما دفع بمسؤول إيراني رفيع لإطلاق تصريح ضد الرئيس هادي دون أن يسميه، مهدداً بتقسيم اليمن. إيران وجميع المليشيات التي أسستها في الخواصر العربية لا تريد النجاح لأي حوار أو تسوية سياسية، ليس في اليمن وحسب بل وفي العراق ولبنان وسوريا أيضاً، فالحوار خارج منطقها وحساباتها.