حفظ الله الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أمطر فكره بأنظمة التجديد والبناء الفعلي والملموس، الذي بدأه بقرارات الحاكم الحكيم سواء من حيث التشكيلات الوزارية أو الأنظمة الحكومية وسياساتها الداخلية، ولعل إيجابياتها بدأت تطل على سطح الواقع السعودي، كالحراك المباشر والقائم بين وزير التعليم ومنسوبي التعليم، الذي تظهر ملامح الأمل والتبشير فيه، خصوصا أن التعليم السعودي بحاجة إلى أنظمة واضحة وقرارات مركزية تصب في جدول الحركة التعليمية المباشرة، التي تخدم الجانب التربوي ثم التعليمي، فمن الأولى أن نكتسب الثاني، خصوصا أن الحراك القائم بين المعلم والمتعلم يحتاج إلى ضبط تربوي يمكن المعلم من إتمام مهامه وتحقيق أقصى عناصر الأهداف التربوية والتعليمية التي ترنو لها الوزارة والمدرجة في برامجها التحصيلية كهدف تسعى إلى تحقيقه. لاشك أن حركة التعليم مرت بمراحل عدة وتخبطات معرفية وتطبيقية لقرارات الحراك غير الممنهج، الذي يحتاج لكثير من التجديد والغربلة الممنهجة والمبنية على معرفة تامة. وحقيقة يحتاج المسؤولون إلى الغوص في واقع الحراك التعليمي وتلمس كافة الاحتياجات المعرفية والمادية وحتى السيكولوجية، للخروج بمعارف حقيقية تبني أنظمة إيجابية تنفع الإنسان والمكان والمجتمع والوطن، وتحقق الاستقرار والبناء المعرفي والسلوكي كمعرفة أبدية تحقق أهداف التعليم التي تحتاج إلى قائد وزاري فطن، وتبدو علامات النجاح في وزيرها الجديد (أبو محمد)، الذي أحسنت قيادتنا الحكيمة اختياره، كما أحسنت سياستها فكرة وتنفيذ الدمج التعليمي لمؤسسات التعليم في مؤسسة واحدة، خصوصا أنه من المفترض أن تقوم أنظمة التعليم العالي وإمكاناتها المعرفية والمادية وكوادرها بتقويم وتغيير وإصلاح كل السلبيات التي استشرت في التعليم العام، واختلفت وتنوعت وتخبطت أنظمتها وسياساتها منذ التسعينيات الهجرية وحتى ألفيّتنا هذه، وهو قرار أرى أنه أفضل وأشجع قرارات الإصلاح، ولكن يبقى السؤال الذي يطل برأسه حاملاً استفهامات الزمن واستقصاءات المستقبل في ماهية التنفيذ الفعلي لصلب الحراك التعليمي، فهل سيكون التغيير في المسمى فقط أم سيشمل كل الحركة التعليمية وسياساتها وآلية تسييسها المادية والمعرفية والتربوية وأنظمة التطوير وعناصر العمل فيها بكافة مراحلها وكل مستلزماتها ومتطلباتها التي ستحقق أهدافها الممنهجة. ويبقى السؤال هل دمج الوزارتين سيكون دمجاً معرفياً وتطبيقياً على مستوى الأنظمة والسياسات التربوية والتعليمية، أم سيكون دمجاً في المسميات فقط؟!