كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية النقاب أمس عن موقع نووي إيراني سري تحت الأرض يعمل الاختبارات وتطوير أجهزة الطرد المركزي الحديثة من أجل تخصيب اليورانيوم، ودعا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي أعلن عن هذه المعلومات، إلى إرغام النظام الإيراني على التطبيق الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والإيقاف الفوري لأي نشاط للتخصيب ومباشرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارات مفاجئة غير مشروطة لجميع المواقع. وقال التقرير، الذي أرسل ل «الشرق» نسخة منه أمس إن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي أعلن عن هذا الكشف الجديد للبرامج النووية السرية للنظام الإيراني، خلال مؤتمر صحافي في المنتدى الوطني للصحافيين في واشنطن الثلاثاء، إن هذا الكشف أتى نتيجة لعشرة أعوام من جهود مكثفة محفوفة بالمجازفات من قبل شبكات التنظيم التابعة لمجاهدي خلق الإيرانية في الداخل باعتبارها الفصيل الرئيس في المجلس. وأوضح التقرير أن منظمة مجاهدي خلق استطاعت الحصول على هذه المعلومات الاستخبارية الدقيقة من أعلى المصادر داخل النظام الإيراني، إضافة إلى مَنْ كانوا ضالعين في المشروع النووي التسليحي للنظام. وأشار إلى أن مسار الفحص والتدقيق والتمحيص لهذه المعلومات تطلب الرجوع إلى مختلف المصادر بصورة مستقلة، طيلة عدة سنوات حتى وصل فحص وتقييم هذا المسار إلى مرحلة مكنته من الإفصاح عن هذه المعلومات. وأضاف التقرير «ورغم المزاعم التي أطلقها النظام الإيراني بأن جميع نشاطاته لتخصيب اليورانيوم هي نشاطات شفافة وخاضعة للرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن هذا النظام في الحقيقة كان منهمكاً في عمليات الاختبار والتطوير مع الأجهزة المتطورة من الطرادات المركزية في موقع نووي سري اسمه «لفيزان 3» وهو قاعدة عسكرية تقع في أعلى ضاحية شمال طهران العاصمة. وقالوا إنه منذ عام 2008 كان النظام الإيراني منهمكاً وبصورة سرية في عمليات الاختبار والتخصيب لليورانيوم مع أجهزة متطورة للطرادات المركزية طراز IR-2m و IR-3و IR-4 في هذا الموقع. وتتولى وزارة الأمن والمخابرات (MOIS) المسؤولية بصورة مباشرة عن حماية وأمن هذا المركز، حيث ظلت الوزارة تصنف الموقع بأنه موقع سري تابع لمركز وزارة المخابرات وغير مرتبط بنشاطات نووية للحيلولة دون التعرف عليه كموقع نووي سري. وأكد التقرير أن هذا الموقع يقع في منطقة مساحتها (250.000م2) وتم إخفاؤه في العمق تحت الأرض في نفق تمت تعبئته من أجل ذلك وتبلغ مساحته 2000م2. وأوضح أنه من أجل الدخول إلى الموقع، هناك مصعد ينزل إلى مختلف الطوابق، وفي العمق تحت الأرض يفتح على نفق طوله 200م، حيث يؤدي النفق إلى أربع قاعات موازية وبما أن الأرض أصبحت مؤشرة، فإن القاعات وضعت في عمق أكثر تحت الأرض يصل إلى 50م تقريباً. وأشار التقرير إلى أن كل قاعة مساحتها (400م2) وكل قاعة تبعد عن الأخرى 50م، حيث إن سمك الجدار الخارجي لهذه القاعات يتراوح بين ثلاثة أمتار و3.4م والأبواب كلها مقاومة للإشعاع. وبنت وزارة الدفاع هذه الأنفاق والمنشآت تحت الأرض بإشراف العميد في الحرس الثوري الإيراني سيد علي حسيني تاش، نائب وزير الدفاع آنذاك، فيما أسهمت وأشرفت عليه شركة كالاي الكهربائية، التابعة لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، والمسؤول عن تخصيب هذا الموقع. وقالوا إن المسؤول عن إدارة موقع لفيزان 3 يدعى مرتضى بهزاد، وهو أحد المهندسين والمسؤولين النوويين الرئيسيين، الذي لعب دوراً رئيساً في بدء تشغيل موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وكان المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قد كشف طيلة السنوات الماضية عن جانب من أهم المجالات الخاصة بالبرنامج النووي التسليحي الإيراني، ومنها مواقع تخصيب اليورانيوم في «نطنز» وموقع بلوتونيوم في اراك عام 2000، وكالا إلكتريك، ومراكز الاختبار والتجميع لأجهزة الطرادات المركزية 2003، ومركز للتخصيب الليزري في لشكر آباد ولفيزان شيان 2003، وموقع تخصيب اليورانيوم المخبأ في فردو عام 2005 ومنظمة الأبحاث الدفاعية الحديثة – سبند عام2011.