حصد فيروس كورونا أرواح 43 % من إجمالي عدد المصابين به، على مدى 33 شهراً مضت، فيما تماثل للشفاء ما نسبته 55% فقط، وفق إحصاءات رسمية، أعلنتها وزارة الصحة. وكشف مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة أمس عن وفاة جديدة بالفيروس لمواطن (82 عاما) في منطقة القصيم، ليرتفع إجمالي عدد المتوفين إلى 388 حالة، منذ يونيو 2012، وقال المركز إنه تم اكتشاف أربع إصابات جديدة لوافدين (رجلين وامرأتين)، بواقع إصابتين في العاصمة الرياض، وثالثة في منطقة نجران، ورابعة في مكةالمكرمة، يقابلها أربع حالات تماثلت للشفاء، ثلاث منها في الرياض، ورابعة في مكةالمكرمة. وأعمار حالات الإصابة الجديدة تتراوح بين 45 و62 عاماً، ما يشير إلى أن الفيروس يستهدف كبار السن في المقام الأول. وتشير التوقعات إلى أن الفيروس، الذي سيكمل ألفيته الأولى السبت المقبل، ربما يتوحش أكثر خلال الأيام والأسابيع المقبلة. وترفض وزارة الصحة من خلال مركز مركز القيادة والتحكم توفير كامل المعلومات حول حالات الوفاة والإصابة بالمرض، أو الإعلان عن أسماء المستشقيات التي تعاملت معها، مكتفياً بتحديد المناطق التي شهدت الحالات. وقالت الاستشارية المتخصصة في مجال الأوبئة والفيروسات الدكتورة فاطمة آل هملان إن فيروس «كورونا» المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ما زال غامضاً، ويحتاج لعديد من الدراسات والأبحاث المكثفة، للتعرف على طبيعته. وأرجعت آل هملان ارتفاع عدد الوفيات بين الأشخاص المصابين بالفيروس، إلى احتمالية إصابتهم بأمراض أخرى، مشيرة إلى أن المصابين بأمراض نقص المناعة، والفشل الكلوي، والسكري أو أمراض الرئة المزمنة، أكثر تأثراً ب «كورونا» في حال الإصابة به، وبالتالي قد تكون نسبة شفائهم منه أقل من غيرهم. استبقت وزارة الصحة موسم زيادة الإصابة بفيروس كورونا كما هو متوقع، وأغلقت أحد المستشفيات الخاصة في الرياض، بعد التأكد من حدوث قصور في التزامه بتطبيق آليات مكافحة العدوى المعتمدة من مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة. وألمحت الوزارة إلى أن الإغلاق جاء في إطار التشديد على المنشآت الصحية باتباع آليات مكافحة العدوى، تحسباً لزيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال الفترة المقبلة. وأوضح مدير عام الشؤون الصحية في منطقة الرياض الدكتور عدنان العبدالكريم أن قرار الإغلاق جاء تحت إشراف مباشر من وزير الصحة أحمد الخطيب، وبالتنسيق مع مركز القيادة والتحكم في الوزارة، وذلك حفاظاً على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين. وأضاف العبدالكريم أن لجنة المخالفات رصدت عدة مخالفات تهدِّد حياة المرضى والمراجعين للمستشفى، تتمثل في مستوى التعقيم ومخالفات في قسم العناية المركزة والطوارئ والعمليات، بما يخالف معايير وضوابط مكافحة العدوى. من جانبه، أوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة رئيس مركز القيادة والتحكم الدكتور عبدالعزيز بن سعيد أن هذه الجهود والفعاليات تتزامن مع خطوات مركز القيادة والتحكم للتعامل مع زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا، والمتوقع زيادة نشاطه خلال الفترة الحالية طبقاً للدراسات الوبائية التي تم تنفيذها خلال السنوات الماضية». يشار إلى أن مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة يقوم بتطبيق آليات مكافحة العدوى لأمراض فيروسات كورونا وإيبولا في المنشآت الصحية، التي تم اعتمادها وتعميمها على مديريات الشؤون الصحية كافة في المحافظات والمناطق، وذلك في إطار جهود المركز للتصدي لفيروسات «كورونا» و «إيبولا»، ومواصلة لسعي الوزارة لإرساء ودعم كافة العوامل للحد من الأمراض الوبائية في المملكة. وشددت الوزارة على أهمية الوقاية من العدوى، ونصحت بغسل اليدين بالماء والصابون، وتجنب الاتصال مع المرضى والامتناع عن لمس العينين أو الأنف والسعال في منديل أو بوضع الذراع على الفم، ثم غسل اليدين، وكذا الذراع بعناية، وتجنب التعامل اللصيق مع الإبل المصابة بأعراض تنفسية والالتزام بالتدابير الوقائية عند التعامل مع الإبل والحفاظ على العادات الصحية الجيدة بشكل عام. أكد استشاري الأمراض المعدية للأطفال الدكتور محمد الشهري، أن «الأطفال أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا، لكن علينا أخذ الحيطة، والحذر». وقال «المعروف أن الأطفال معرَّضون للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي كالزكام، والإنفلونزا، وأعراض هذه الفيروسات تتشابه مع أعراض الإصابة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط، كورونا، لكن إذا استمرت حرارة الطفل بالصعود مع ضيق في التنفس، وكحة، وإسهال، فيجب مراجعة الطبيب لتقييم الحالة، خاصة إذا كانت هناك مخالطة لمريض مصاب بالفيروس». وشدد الشهري خلال استضافته في المركز الوطني للإعلام والتوعية الصحية، التابع لوزارة الصحة، ضمن فعاليات الحملة التوعوية للتعريف بفيروس كورونا، على ضرورة اتخاذ المدارس الاحتياطات التي لابد من اتباعها للوقاية من الأمراض التنفسية، والفيروسات، وليس فقط «كورونا»، وذلك بالحرص على النظافة العامة في المدرسة. وأشار الشهري إلى أهمية دور الأسرة في حماية أطفالها من خلال الاهتمام بنظافة أطفالهم، والتغذية الجيدة لهم، وضرورة مراجعة موقع الوزارة الخاص بفيروس كورونا لاتباع الإرشادات اللازمة للوقاية من الأمراض التنفسية بما فيها كورونا.