استطاعت الإعلامية السعودية أميرة العباس أن تثبت نفسها وجدارتها في وقت قصير، من خلال برنامجها عبر أثير إذاعة «MIX FM» وبرنامجها اليوتيوبي الشهير «قوارير»، لما تملكه من ثقافة واسعة وسرعة بديهة عالية من خلال إجادتها لكل المهام، لتشق طريق النجاح بطموحها العالي وأهدافها العديدة. معها أجرينا هذا الحوار للتعرف عن قرب على انطلاقتها السريعة نحو المجال الإعلامي. - منذ أن كنت طفلة صغيرة، كان حلمي أن أصبح مذيعة، فكانت أسرتي دائماً ترى فيَّ مواهب متعددة، مثل الجرأة في الإلقاء، حتى وصل الأمر إلى الإذاعة المدرسية، فكانت مشاركتي خلالها على مستوى المملكة، وكنت أجد تشجيعاً كبيراً من أسرتي ومدرستي، الأمر الذي قادني إلى دراسة هذا المجال أكاديمياً وكانت تجربتي الأولى من خلال الصحافة عبر «عكاظ»، التي استمرت 9 أشهر قبل أن التحق بالإذاعة. - بالعكس تجربتي الصحافية كانت أكثر من رائعة، وعملت مع فريق عمل متعاون، ولكني بعد أن قضيت فترة من العمل خلالها لم أجد أميرة التي تسكن في داخلي في هذا المجال فكنت طموحة جداًً. كنت أرى أن أكون أكثر من ذلك. فتوجهت لتقديم برنامج «قوارير» و كان هدفي الأساس أن أقدم برنامجاً يهدف إلى قضايا المرأة والأسرة، فمن خلال هذا البرنامج أدركت أن رسالتي الإعلامية بدأت تصل أكثر من عملي في الصحافة. - من الطبيعي كون أن البرنامج صباحي، سيكون لطيفاً وخفيفاً على المستمع، ولن يتناول قضايا المرأة أو المجتمع بشكل مباشر، ولكن من خلال الفترة المقبلة قد نستطيع التطرق لقضايا إنسانية دون التعمق في ذلك، ومن واجبات الإعلامي الناجح هو التنوع كثيراً في تقديم البرامج وليس البقاء في قالب واحد فقط، مع العلم أنني سأكون داعمة للمرأة ولن أتخلى عنها، فهي كما ذكرت هدفي الأساس وليس الوحيد. - أن تظهر فتاة في عمري وتقدم برنامجاً ساخراً وكوميدياً يختص بقضايا المرأة والأسرة في مجتمع يرفض تشجيعها ودعمها أمر ليس بالسهل بالتأكيد على أي فتاة، وبفضل الله ودعم أهلي وتشجيعهم لي استطعت أن أكسر هذه القيود وأن أتجاهل بعزيمتي وإصراري كل ردود الأفعال المحبطة والسلبية، التي من المحتمل أن تعيق أي موهبة مقبلة للساحة، حيث إن الطموح والأهداف لا تتوقف أبداًً، ومن يريد تحقيقها عليه الإصرار على ما يريد ويتحمل كل الصعاب. - حتى أكون شفافة وواضحة معك أكثر، للجمال دور في نجاح الإعلاميات والمذيعات اللاتي يظهرن عبر الشاشة، أما عبر الراديو فالأمر مختلف تماماً كون أن المستمع ينصت إليك جيداً طوال مدة البث، ولا يرى هيئتك، وعليه فإن على المذيعة أن تثبت نفسها وأن تكون جذابة من الناحية العملية، فالمستمع أكثر دقة وانتباهاً من المشاهد الذي قد تشغله جوانب كثيرة عبر الشاشة مثل الديكورات..إلخ، وعلى المستوى الشخصي فأرى لجمالي نسبة ضئيلة جداً في نجاحي الإعلامي. - كثيرون من دعموني واستفدت منهم في مجال عملي معهم، ولكن لم تكن هناك شخصية بعينها لها الفضل في نجاحي وظهوري غير دعم أسرتي لي. والدعم الكبير الذي حظيت به وزاد من إصراري هو حب الجمهور وحب المتابعين لي، فهم من أدين لهم بالفضل بعد الله. - اعتدت في استيقاظي كل صباح أن أخلق لنفسي أجواء محفزة لي، بداية من قراءتي للأذكار وقراءة جميع التعليقات المحفزة والإيجابية، متسلحة بالتفاؤل والأمل وأن أتخلص من كل الأمور المزعجة والمزاج السيئ قبل تقديم برنامجي اليومي، فلذلك تمكنت من عزلها وفصلها عن الهواء ابتداءً من دخولي لباب الأستوديو، إيماناً مني بأن الجمهور ليس شريكاً في أمورك الحياتية. - طبعاً طموحي لن يتوقف كما ذكرت لك في بداية اللقاء، تنقلت بين الصحافة والإذاعة وتقديم البرامج وعند إتاحة الفرصة للظهور ببرنامج تليفزيوني يليق بقدراتي وأهدافي الإعلامية لن أتردد في خوض التجربة أبداً، فالتنويع مطلب ضروري للإعلامي الناجح، لاسيما وأن الظهور عبر الشاشة له نكهة مختلفة، وبالمناسبة هناك فكرة ومشروع مقبل لايزال في طور الإنشاء، وربما تكون تجربة تليفزيونية سأكشف عن تفاصيلها في وقت لاحق. - لا طبعاً، قد تكون لدي الموهبة حسب تقييم بعض المخرجين الذين تعاملت معهم في البرامج، ولكني أرفض المشاركة في الأعمال الدرامية، وأرفض فكرة التحول إلى التمثيل، والسبب يعود في عدم رغبتي الشخصية في ذلك، لأني لا أرى في نفسي ممثلة. - أطمح إلى أن أكون شخصية مؤثرة بشكل إيجابي في المجتمع، وأن أترك بصمة في مجال الإعلام، ذات شخصية يشار إليها بالبنان، ناجحة محفزة مؤثرة لكل من يسمعني ويشاهدني ويقابلني، بالإضافة إلى حلم الأمومة والزوجة الناجحة.