هندسة النّيات

النيات كَما كُل الأبنية وَالعمارات بِحاجة إلى مُهندس مُحترف يرسمُ لَها خارطة دقيقة..
لفت انتباهي كلمة ذكرتها إحدى المُحاضِرات بين مُجمل عباراتها حيثُ قالت «هندسة النّيات»
- مَا الّذي تَعنيه هذهِ الكلمة؟
وَما الّذي كَانت تقصدهُ فِيها؟
- هل النّيات عمارة بِحاجة إلى مُخطط وَمسطرة وَقلمٍ يَستندُ عَلى ورقة بَيضاء؟!
- هل يُعقل بِأن أستأجرَ مُهندساً وأكتبَ عقداً مع مكتب عقاري فقط لِيرسم خارطة لنيّتي؟
أم أنّه يجبُ عليّ أن أذهبَ لِأكرّسَ بعض الدّراسات الهندسية التي تُمكني مِن صُنع خارطة خاصة بِي!
حتماً جميعنا مُهندسون معماريون نملكُ الخرائط وَنبرعُ فِي فن الهندسة!
الهندسةُ هي أولى خطوات البناء، وَكُل خارطة جيدة ينشأ عَنها معمار جيد وَالعكس صحيح!
لذلك لاَبُد أن نبذُلَ جُهداً كبيراً ونبحثَ كثيراً عن مفاهيم الخرائط وأسس الرّسم وَنسعى لاقتناء أدوات هندسية جيدة لِنُهندس نياتنا وَنبني مُدن الأعمال والحَياة بِأفضل مَا يُمكن.
استخدموا المسطرة بِدّقة وكونوا حذرين فِي التعامل معَ الفرجار وما يتبعهُ من أدوات حادة قد تضرّ بكم أو بخرائطكم، وكونوا عَلى اطلاع دائم بِنوعية الحبر المُستخدم ومدى صلاحيته، فالخرائط الّتي لا تُهندس بِاحتراف مِن قبل مُهندس مُخلص مُتقن لِعمله لَن يقبل أي بنّاء العملِ عَليها وَلن ينتج عَنها بِناء جيد ومتماسك..
هندسوا نياتكم.