هيئة المهندسين السعودية «زعلانة» من إسناد مشاريع وزارة الإسكان لمكاتب هندسية واستشارية عالمية، واعتبرته تجاهل للمكاتب السعودية التي لا تقل عن مثيلاتها في دول العالم، وفي ثنايا «الزعل» أفادت أن عدد المكاتب الهندسية في المملكة أكثر من ثلاثة آلاف مكتب استشاري وهندسي، ومع ذلك توجد وزارات تسلم مشاريعها لمكاتب غير مصرّح لها من قبل هيئة المهندسين، وتعمل حالياً بدون صفة قانونية وبشكل موقت داخل المملكة. «الزعلة» شملت وزارة التعليم العالي، أمانة جدة، واستثنت شركة «أرامكو» التي تعتبر مشاريعها من المشاريع الكبيرة والمهمة، وتسلمها للمكاتب الهندسية السعودية بمشاركة مكاتب هندسية أجنبية. وأنا أقرأ في التقرير الذي نقلته إحدى الوكالات عن الموضوع، كنت أسأل الله ألا يتهور أحد مسؤوليها، ويورد المثل الذي تعرفونه عن «عنزنا»، والحمد لله أنه لم يفعل، لكنه أيضاً لم يفعل شيء آخر، هو لم يخبرنا عن المكاتب الهندسية السعودية من الداخل!؟ في الهندسة نفسها، لكن بدون «زعل» رأيت صور انتخابات هيئة المهندسين، وجل المتقدمين للانتخاب من الأجانب، وليس لدي ممانعة في اشتراكهم طالما يمارسون المهنة بجدارة، لكن ذلك قادني للعتب الذي أحسبه من المحبة الذي توجهه الهيئة لأصحاب المشاريع، فهل تعني الملكية للمكتب الهندسي سعوديته؟ لا أعتقد، فإذا كان العمل ينفذ بأيدٍ غير سعودية، ففي النهاية نحن نمارس المثل النجدي الشهير «صبه احقنه». كنت أود أن يكون مهندسو الهيئة أكثر احترافية في النقد، ويهندسون قضيتهم بحيث «ما تخرش الميه»، كأن يوردون أرقام كلفة المكاتب العالمية الدولية «الزينة»، في مقابل أرقامهم، ثم في خانة ثالثة «بليز» نود رؤية أرقام المتوسط العالمي. نتحدث عن كلفة عالية للمشاريع لا تغفلها العين، والمكاتب والشركات الهندسية جزء من هذه الكلفة، وأعتقد أن حتى المكاتب السعودية أسعارها أعلى من المتوسط العالمي، والعم «غوغل» يمكنه إعطاء الجميع القول الفصل. الاتكاء على سعودية المنشأة ثقافة لم تصل بنا إلى ما كنا نصبو إليه منها، وفي حالة المهندسين وشركاتهم أعلاه مثل جربنا قبله مجالات كثيرة، فلا نحن استطعنا الحصول على العالمي بالسعر المنصف على افتراض أنه أجود، ولا على الجودة المحلية على افتراض أن سعرها عادل. أخيراً فإن مسمى هيئة يقترب كثيراً من الرسمية، ورغم أنها البديل لمسمى النقابة في أماكن أخرى، لكنها تظل شكلية ونظرية ومحدودة الموارد، والأهم محدودة الصلاحيات، لماذا؟ لا أملك الإجابة، لكني أعرف أنها مرسومة بمسطرة مهندسين كثر في أذهانهم، ولا تحتاج إلا إلى المنقلة حتى نقيس الزاوية التي يمكن للأفكار المحايدة الانطلاق منها دون أن يغضب علينا «الفرجار» و«يطزنا إبره». [email protected] Twitter | @mohamdalyami