أعلن منسق التحالف ضد تنظيم «داعش» أن القوات العراقية تستعد لشن هجوم واسع «قريباً» ضد التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من البلاد، في حين قتل 14 شخصاً على الأقل في تفجير انتحاري في بغداد. وأتت تصريحات الجنرال الأمريكي جون آلن، منسق التحالف الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم الذي يعرف اختصاراً باسم «داعش»، خلال زيارته إلى عمان التي كثفت مؤخراً ضرباتها الجوية ضد التنظيم بعد إعلان الأخير أنه أقدم على حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وقال آلن في حوار مع وكالة الأنباء الأردنية الرسمية بث باللغتين العربية والإنجليزية الأحد إن «هجوماً مضاداً واسعاً على الأرض سيبدأ قريباً». وأضاف «في الأسابيع القادمة عندما تبدأ القوات العراقية في الحملة البرية لاستعادة العراق ستقوم قوات التحالف بتقديم الإسناد لذلك». وبدأ التحالف في أغسطس بشن ضربات جوية في العراق ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات من البلاد إثر هجوم كاسح شنه في يونيو، اقترب خلاله من بغداد وأربيل عاصمة إقليم كردستان «شمال». ووسع التحالف ضرباته في سبتمبر لتشمل مناطق سيطرة التنظيم في سوريا. وأدى الهجوم إلى انهيار قطعات واسعة من الجيش العراقي، إذ انسحب ضباط وجنود من مواقعهم تاركين أسلحتهم الثقيلة صيداً سهلاً للتنظيم. إلا أن القوات العراقية والكردية، مدعومة بفصائل شيعية وأبناء عشائر سنية وضربات التحالف، شنت مؤخراً هجمات واستعادت بعض المناطق. وتقوم دول من التحالف بتدريب عناصر من القوات العراقية والكردية في أربع قواعد عسكرية في العراق، على أن يكون هؤلاء «جزءا من القوات التي تقوم بالهجوم المضاد»، بحسب آلن. وصباح أمس قتل 14 شخصاً وأصيب 43 على الأقل في تفجير انتحاري في منطقة الكاظمية ذات الغالبية الشيعية في شمال بغداد، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية. وبحسب المصادر، قام انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً بتفجير نفسه في ساحة عدن في منطقة الكاظمية، التي عادة ما تكون مكتظة في هذا الوقت. ووقع التفجير عند الساحة التي تؤدي إلى مرقد الإمام الكاظم، وعلى مقربة من باعة يفترشون الرصيف ويبيعون حاجيات مختلفة من الملابس المستعملة إلى الأحذية والأدوات الكهربائية، بحسب ما أفاد مصور في فرانس برس. ومن ميونيخ، أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأحد أن التحالف الدولي بدأ في استعادة بعض المناطق التي يسيطر عليها التنظيم ويحرمه من مصادر التمويل الرئيسية، وأكد أن التحالف نجح في إضعاف التنظيم أكثر من قبل. وأعلن كيري أمام مؤتمر الأمن العالمي أن المعركة ستكون طويلة، مؤكداً وجود مؤشرات على نجاح الاستراتيجية التي شملت إلى الآن شن ألفي غارة، ما ساهم في «استعادة خمس مساحة المنطقة التي كانت تحت سيطرتهم». وتشارك دول عدة بينها فرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن في الضربات. وكثف سلاح الطيران الأردني في الأيام الماضية ضرباته ضد التنظيم، رداً على إعلان الأخير إعدام الطيار الأسير معاذ الكساسبة الأسبوع الماضي. وقال قائد سلاح الجو اللواء الطيار منصور صالح الجبور الأحد إن مقاتلات بلاده دمرت خلال الأيام الثلاثة الماضية 56 هدفاً للتنظيم، تشمل مراكز تدريب ومستودعات أسلحة وذخائر ووقود وثكنات.