الجميع تحدث عن التحديث في مناصب الدولة والاستراتيجية الجديدة التي تبناها الملك سلمان، لتكون مواكبة للظروف وعلى قدر المسؤولية التي تقع على عاتق هذا الملك، الذي يتسلم زمام الحكم في ظروف اقتصادية وإقليمية حساسة وفي ظل ثورات إعلامية وعلمية، محاولاً بحنكته توظيفها في خدمة الشعب، كما أتى على لسانه في صفحته على تويتر (أسال الله أن يوفقني لخدمة شعبنا العزيز وأن يحفظ لبلادنا وأمتنا الأمن والاستقرار، وأن يحميها من كل سوء). سعر النفط بدأ بالانخفاض منذ ما يقرب من شهرين وأكبر منتج في منظمة أوبك هي السعودية، التي رفضت تخفيض حصتها في الإنتاج مهما كان الانخفاض. فالمصلحة الاقتصادية للمملكة تقتضي ذلك. هنا ندرك أهمية هذا القرار في أن المملكة قادرة على وجودها والبقاء بهذا السعر. فالنفط ليس كل شيء، والدليل أننا في المملكة لم نتأثر بذلك في الناحية المعيشية، بل إنه برغم أن سعر النفط منخفض، صدرت أوامر ملكية بصرف راتبين لجميع موظفي الدولة في الداخل والخارج. هنا أتى سلمان ليؤكد أن الدولة اقتصاديا قوية وأنها تسعى لرفاهية المواطن أيضا هي صيغة أخرى للشكر من القيادة للشعب على اللحمة الوطنية، التي كتب عنها الغرب الذي كان ينتظر ثورة في عهد الملك الصالح عبدالله -رحمه الله- وخُذل وانتظرها في تولي الملك سلمان وباءت بالفشل حين أكد له المواطنون البيعة بكل صدق. الملك لدينا لا يتحصن بجهة دولية أو إقليمية، ولا يراهن على قوته إلا بالشعب، وهذا الذي أتى في صلب قرارته من إعادة هندسة العمليات الإدارية في اختزال 12 مجلسا في مختلف المجالات إلى مجلسين يقومان بمهمات سالفتها، والهدف من ذلك هو تحقيق الجودة ورفع مستوى الأداء، بما يتماشى مع المسؤوليات التى تصب في مصلحة الوطن والمواطن. لم يكتف بذلك بل غذى المجلس بالعناصر الشابة مؤمنا بأن هذا الجيل لابد أن يكون له بصمته في رسم سياسات المملكة، ويمكنهم من الدفاع عنها علماً وإعلاما وسلاحاً. ولا أخفي أننا كمبتعثين أصبحنا نبحث عن صدق المعلومات من خلال حساب الملك في تويتر، فهذا إن دل على شيء فإنه يدل على محاولة الملك أن يكون قريبا بشكل أو بآخر من المواطن في ظل ثورة مواقع التواصل، وأن يستشف من خلال متابعته تطلعات المواطن ونستبشر منها خيرا، وعن دمج وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي الذي طالما انتظرناه بفارغ الصبر، حيث إننا نعلم أن هناك فجوة بين مخرجات التربية والتعليم وبين متطلبات التعليم العالي، والسبب يعود على الوزارتين. كان لابد أن يكون هناك خطة بينهما لتقليص الفجوة، ولكن بقرار الملك سلمان نستطيع أن نقول إن الفجوة لن يكون لها وجود في ظل سياسة أن التعليم العام والعالي هو سلسلة مترابطة من بداية التعليم إلى التخرج في الجامعة وما بعدها، التي ستسعى إلى تحقيق متطلبات سوق العمل أيضا. أصبح التعليم بأكمله في وزارة التعليم التي ستغربل كثيرا من الإدارات من أجل مواكبة الثورة العلمية. مستقبل الأجيال هو أصدق عنوان لعهد الملك سلمان الذي قرأه الجميع في كل القرارات الملكية وقرأناه كمبتعثين، فإلى الأمام نحو مخرجات من أجل المستقبل الذي يمهده الملك سلمان لنا.