قال علماء من أمريكا إن النمل الأبيض يكبح تمدد الصحراء جراء التغير المناخي، ويجعل مراعي العشب الطبيعية الجافة أكثر قدرة على مقاومة التغير المناخي. وأوضح الباحثون في دراستهم، التي نشرت نتائجها أمس في مجلة «ساينس» الأمريكية، أن أعشاش النمل الأبيض التي تأخذ شكل التلال تحتفظ داخلها بالمياه، والعناصر الغذائية، ما يسمح باستمرار الخضرة في هذه المساحات حتى في فترات الجفاف. كما أكد الباحثون أن دراستهم توضح أيضاً أن وجود بقع خضراء متناثرة في المساحات الجافة لا يعني بالضرورة تعرض هذه المساحات لخطر جفاف وشيك، حسبما كان يعتقد حتى الآن. واستخدم الباحثون تحت إشراف خوان بوناخيلا من جامعة برنستون بولاية نيو جيرسي نموذجاً حسابياً لتوضيح كيفية تأثير هطول الأمطار بكميات متباينة على نمو النباتات عندما يصادف ذلك وجود النمل الأبيض في نفس المكان، وفي حالة غياب النمل، ثم قارن الباحثون بين نتائج هذه النماذج عبر صور التقطت من الجو لغابات «سافانا» في إفريقيا يعيش فيها النمل الأبيض من فصيلة أودونتو، وأظهرت النماذج أن مساحات العشب تستطيع التغلب على الجفاف بكميات مطر قليلة عندما يوجد فيها النمل الأبيض، حيث يتم تخزين الرطوبة في هذه المساحات، وبالقرب من أعشاش النمل، كما تبقى البذور سليمة في هذه المناطق بحيث تنتعش المناطق الخضراء بسرعة أكبر بمجرد هطول الأمطار بعض التعرض لفترة جفاف طويلة.