لبت 13 شخصية من أهالي محافظتي القطيفوالأحساء الجمعة الماضية دعوة وجهها لهم أفراد من مكةالمكرمة لزيارة الحجاز، والتعرف على عاداتها وتقاليدها، وزيارة أكثر من ثلاثين معلماً تاريخياً. واستقبل الشيخ أجواد الفاسي زواره بكشافة مكة، وأناشيد المجس الحجازية، وهو فن الموال، ازدهر في مدن الحجاز، وهو لون تراثي عريق. ويغنى من بيتين أو أربعة أبيات أو سبعة أبيات من عيون الشعر. وهدفت الزيارة كما تقول نسيمة السادة إحدى ضيفات المنطقة الشرقية، التي أعدتها ونفذتها هناء الحميدان، مسؤولة عن تطوير الأعمال في شركة الاستشارات، إلى صلة الرحم، وتفعيل الحوار والتواصل الوطني بين مختلف مكونات الوطن على مستوى المجتمع، والإسهام في نشر ثقافة التراحم والتسامح، وإبراز المشتركات، وتقبل التنوع واحترامه وتفهمه؛ ليكون مصدر أمان وطمأنينة وليس أداة خلاف وتناحر، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتعرف على التراث الثقافي في مناطق المملكة، وقطع الطريق على الحركات المتشددة والمتعصبة التي تدعو إلى إلغاء الآخر المختلف. وأوضحت أن المبادرة أهلية عفوية خارجة عن أسوار القاعات في الحوار والنقاش، ونابعة من جهود فردية ومستقلة غير موجهة للنخب، سواء من القطيف أو جدة أو مكة، يحملون مفاهيم وقيم تقبل الآخر، ويدركون المصالح والهموم على مستوى الوطن، والحاجة للأمن، وضرورة الحوار والتواصل سعياً لبناء اللحمة بين أبناء المجتمع الواحد بكل أطيافه. وذكرت أن أهالي مكةوجدة استقبلوا ضيوفهم الأوائل لمبادرة «لتعارفوا» من المنطقة الشرقية، لمدة يومين.. بدأت بالعمرة، وزيارة بعض مواقع السيرة النبوية، وتلبية دعوة أمسية للتعارف في دار الشيخ أجواد الفاسي في مكة للقاء نخبة من مثقفي مكةالمكرمةوجدة والطائف. وقالت السادة: طالما كانت القطيف تفتح أبوابها لتواصل أبناء الوطن الواحد، وأسست لجنة التواصل ما يقارب ست سنوات، بهدف التعرف على محافظة القطيف وتراثها الحضاري والفكري ورموزها الاجتماعية والدينية والثقافية، والآن تزدان بلادنا بمبادرة أخرى حجازية. وشددت على أهمية التواصل في المجتمع الواحد، وبين بقية أفراد المجتمع السعودي، مشيرة إلى أن الجهود الأهلية ضرورة ملحة لتعزيز دفع حركة التواصل لفاعليتها. بدورها، أوضحت الدكتورة هتون الفاسي أستاذة تاريخ المرأة في جامعة الملك سعود أن هذه الخطوة سبقتها زيارة من المبادرين والمبادرات إلى الأحساء لأداء واجب العزاء في «شهداء الدالوة»، انطلاقاً من الوعي بضرورة التعاضد والالتفاف حول القيم السامية، وتوحيد الصف ضد التشدد والتطرف والإخلال بالسلم الأهلي. وأضافت: أطلق أهالي الحجاز على هذه المبادرة ب «لتعارفوا» التي تحمل كثيراً من المعاني والأهداف المرجوة، وتمثلها الآية الكريمة: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ». وتعرف وفد المنطقة الشرقية على أكثر من ثلاثين معلماً تاريخياً في مكةالمكرمة، مع الدكتور سمير برقة بعد أن أدوا العمرة، وزاروا مقبرة شهداء معركة فخ، ومسجد الحديبية، ومسجد البيعة، وجبل حراء، وجبل خندمة، وموضع ولادة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ومتحف الحرمين، وقصور الأشراف، والتعرف على مبادرة «معاد» لحفظ آثار مكة التاريخية.