دعت مديرة مركز أبحاث الدراسات الشرقية الحديثة في ألمانيا، أستاذة التاريخ العربي بجامعة برلين، الباحثة البروفيسورة ألريخا فريتاج إلى المحافظة على التراث المعماري الحجازي في جدةومكة والمدينة، معتبرة إياه فريدا في محيط البحرالأحمر. وأشارت على هامش مشاركتها في فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني الذي اختتمت فعالياته أول من أمس في جدة إلى أن التراث العمراني في جدةومكة والمدينة، جزء من تاريخ التراث الحضاري للشرق الأوسط بصورة عامة. وشددت على ضرورة الحفاظ على التراث الحجازي، مضيفة: يجب الحفاظ على التراث العمراني الموجود في جدةومكة، لا سيما أن الكثير مما كان موجودا في مكة، قد زال بفعل التغيرات النمطية العصرية وبهدف التسهيل والتوسيع للحجاج والمعتمرين". وأكدت أن المجتمع الحجازي، خاصة الجداوي، يتميز بانفتاحه على العالم، مشيرة إلى أنهم يتمتعون بكرم الضيافة من خلال ترحيبهم بالقادمين إلى جدة، لافتة إلى أن الترحيب والانفتاح اللذين تستقبلان بهما جدة وأهلها الضيوف يسهمان في إبراز الصورة الناصعة للمملكة في الخارج. وأضافت أن التاريخ الحجازي متميز بثقافاته المتنوعة عن تاريخ باقي المناطق في المملكة، مما وجهها إلى التخصص العلمي الدقيق في تراث مدينة جدة تحديدا والحجاز عامة. وقالت: إن المميز في التاريخ الحجازي هو تنوع الثقافات في تلك المدن، مضيفة يظهر ذلك بوضوح في مدينة جدة، خاصة الجوانب الحياتية، سواء من ناحية العمران، والأكلات، مبينة أن ذلك التنوع عمق من دور مدينة جدة على مدى التاريخ الإسلامي، وجعلها ميناء لمكةالمكرمة، خاصة خلال الحج والعمرة، موضحة أن ذلك الدور ساهم في تنوع الثقافة الحجازية بصفة عامة والجداوية بصفة خاصة عن الثقافات التاريخية في باقي مناطق المملكة والتي لها مميزات أخرى تتميز عن الثقافة الجداوية بها.