قد تعتاد الدول فيما بينها إذا أضرمت العداوة على الحروب وماتنفك حتى تنتهي بانتصار أحد الطرفين. بينما هناك غزوات على صعيد أخطر وأشد فتكاً تدمر كل شيء في لحظة ولاتبقي ولاتذر من عقلية ونفسية من تستقصدهم للغزو. فتعمل جاهدة على بث سمومها بكل الطرق غير مكترثة بما تخلفه تلك السموم من موت بطيء للأرواح البشرية سوى عدوان عرف كيف يدبر الأمر بذكاء وخفة. ليبدأ الغزو من قعر منازلهم كونها المدرسة الأولى للطفل وتربية الناشئين منها وبها تنطلق، وما بين طرفة عين وانتباهتها تبدلت ألعاب الأطفال من رموز بريئة إلى تفسيرات تحمل في طياتها خبث صانعيها وتحرّض على قتال الأرواح قبل الأبدان. وما يشاهد عبر القنوات الفضائية من أفلام لمؤسف أكثر كون العين تبصر كل شيء والعقل يترجم حسبما يراه وقد عمدت شركات كبرى تأهيل شبكات جعلت من غزو العقول فرض عين تتنافس حال الانتصار عليهم ومن بث روح الكراهية ورائحة الدم وفساد عقائدي ديني إلى فساد واستهانة بالجسد. ولايقف الغزو عند حد بل يتجاوز كل الأعمار بتدرج يعزف على أوتاره بحرفية لا متناهية حتى ينتهي بهم المطاف إلى التأثير على عقلياتهم والتحكم بها من بعيد بضغط زر.