نعم إنه فقيد الأمة والناس أجمع، كيف لا وهو من توحد العالم حُزناً لفقده، كيف لا وهو من حقّقَ التقدم الهائل والرخاء الشامل لشعبه، كيف لا وهو من وطدَّ حُسن العلاقات مع الدول أجمع في عالمٍ تسوده الصراعات والشقاق. إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «رحمه الله» أول من أوجدَ وعاءً دولياً لثقافة الحوار والتسامح والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات في مختلف دول العالم، وأصبح الآن إرثا عظيما لملكٍ راحل. نعم إنه رائد الرسالة، رسالةُ البناء والإخاء التي بشّرت الإنسانية أجمع بفتح صفحةٍ جديدة يحل فيها الوئام محل الصراع والحوار في زمن اللا حوار. نعم إنه عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، رائد الإصلاح والصلاح، ورمز النزاهة والأمانة، الذي أكّدَ أنه لا مكان للفاسدين، ولا تسامح مع خيانة الثقة العامة، وهو من أوجبَ سيادة القانون والشفافية، إن الملك الراحل حقق باقتدار تغييراً جذرياً في نوعية حياة الملايين من الناس، وملَكَ بجدارة قلوب الجميع. رحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي كرّس حياته لخدمة الجميع، وستبقى ذكراه عالقة في الأذهان وخالدة ما بقي الزمان. ووفق اللهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رجل الحزم والعزم، ذا الرؤية الواضحة والغاية النبيلة، ونِعمَ الولي للعهد والعضد الأمين للملك اختيار الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ونبارك تعيين رجل المرحلة في زمن الاضطراب، وخريج مدرسة نايف بن عبدالعزيز الأمنية، ولياً لولي العهد ووزيراً للداخلية، أمدهم الله بالعزم والقوة والتوفيق لما فيه مصلحة البلاد والعباد.