دائماً ما تجد أصواتاً تطالب بدخول النساء الملاعب تحت مظلة السماح للعوائل، وأستغرب هذا التركيز لدينا على هذه النقطة دون سواها، كما لو كانت جميع حقوق المرأة الآن مكتسبة ولم يتبقَ لها سوى الدخول إلى الملعب مثلاً!! وهناك من يصر على هذا المطلب مستشهداً بمشاركات الأندية والمنتخب في الخارج وحضور المبتعثين والمبتعثات للملعب دون مشكلات. ولو أخذنا أمريكا كمثال فحضور المباريات يعتبر حدثاً عائلياً في كثير من الأحيان، وتكون بمنزلة المكافأة لأبنائها في نهاية الأسبوع بحضور مباريات كرة السلة أو كرة القدم الأمريكية؛ حيث إن المتعة ليست مقتصرة على المباراة نفسها فقط بل هناك عديد من الفعاليات المختلفة المصاحبة لتلك المباراة مما يجعلها مناسبة عائلية مميزة. ولكن السؤال: هل هذا ينطبق علينا؟؟ أنا لست مهتماً بكرة القدم، ولذلك لا أحرص على مشاهدتها فضلاً على أن أحضر إلى الملعب أصلاً، ولكني قررت نقل التجربة الأمريكية بمكافأة إخواني الصغار حينها بحضور مباراة كبيرة لفريقين كبيرين. وقبل حضوري إلى الملعب كنت أعتقد أن دخول الطائرة فقط وتحديد المقاعد هو الأمر الفوضوي الوحيد لدينا، ولكن هذا أيضاً في الملعب. ورغم ذلك لم تكن هذه هي المشكلة. ومع بداية صافرة الحكم معلنة بدء المباراة أدركت أنني ارتكبت أمراً كارثياً بحضور المباراة؛ حيث إن ما تسمعه هو عبارة عن قاموس متكامل من السب والشتائم والألفاظ السوقية وأحياناً على شكل أهازيج!!، فكانت ألفاظاً يندى لها الجبين وبعضها كان باللغة الإنجليزية كون الحكم أجنبياً!! فكانت تجربة سيئة جداً ولكن لا أستطيع أن أعممها ولكن أرى كثيراً ينقل نفس التجربة والانطباع. وكان شخص إلى جانبي في تلك المباراة وبصحبته أطفاله كان يقول متهكماً إنه يجب أن توضع على التذاكر تصنيفات قبل شرائها مثل أفلام السينما +15، G ،PG. كي يكون لدى الحاضر خلفية قبل أن يحضر المباراة ويستمع لمثل هذه الأهازيج المخجلة للكبار فضلاً عن أن يسمعها قاصرون مع عائلاتهم. فهل ما حدث معي حالة خاصة أم إنه أمر طبيعي؟ وهل من حل؟