•لو قدر لك يوما وحضرت مباراة لكرة القدم وجلست في مدرجات الجماهير فإنك ستكون مدعواً إلى مهرجان جماهيري وحفلة فريدة ومختلفة تتضمن إيقاعات طربية خاصة ..و موشحات موسيقية مذهلة..وألحان شرقية تخطف الألباب . •قبل أن تبدأ المباراة ستسمع من حولك النقاشات الهادئة بنبرات عذبة رقيقة الأمر الذي يجعلك تظن أن هناك آلاف المحللين والخبراء الكرويين والعقلاء في المدرجات . •بينما تبدأ رابطة الجماهير بترديد الأهازيج الطربية والحماسية الممتعة مع دخول اللاعبين إلى ارض الملعب . •مع بداية المباراة يبدأ الحماس وشد الأعصاب من جماهير الفريقين ويشتد أكثر مع ضربات الركنية ثم يتضاعف مع الأهداف المسجلة وعندها يتوجه اللاعب إلى الجماهير للتعبير عن فرحته بمشاركة الجماهير المتراقصة . •أما الفريق الخاسر فإنه سيجني الكثير من الشتائم الموسيقية العذبة. •وهناك أنواع مختلفة من الشتائم حسب نوعية المشجعين .. فهناك مشجع متخصص في شتم المدافعين والحراس .. وهناك نوع يضع كل اللوم والشتم على المدربين .. أما النوع الأخطر فهو ذلك الذي ينقض على المهاجمين وهذا ما قادني حظي التعيس للجلوس بجانبه في إحدى المباريات في إستاد الأمير عبدالله الفيصل .. ذلك المشجع الغريب تجده ساكتا ساكنا عندما تكون الهجمات على فريقه بل انه لم ينطق بحرف ولم ينبس ببنت شفة عندما سجل الخصم هدفا في مرمى فريقه .. وعندما تضيع فرصة من قبل مهاجمي فريقه فانه يبدأ بإطلاق سيل جارف من الشتائم الصاروخية .. يبدأ بشتم الأم ثم الأب وأحيانا يعرج على الجد ثم يعود إلى اللاعب نفسه ويختمها بموال موسيقي بنغمة حزينة وطويلة يتسلطن بها. •حتى على مستوى الكتاب هناك أقلام تهوى مهرجانات الشتائم فقد تعودت دوماً على السباب والإساءات والألفاظ الساقطة التي تعكس التربية والأخلاق والسلوكيات التي تربوا وترعرعوا عليها..وتجد بعضهم يلجأون إلى القنوات الفضائية لتلحين تلك الشتائم بالصوت والصورة على رؤوس الأشهاد .. أليس العرب ظاهرة صوتية !! [email protected]