عندما ينطق الإبداع

في الآونة الأخيرة انتثرت لآلئ الإبداع والجمال في شوارعنا ومياديننا، حيث عمدت إحدى الشركات إلى تنظيم مسابقة عن التصوير الضوئي والفنون التشكيلية وعندما أعلنت النتائج قامت الشركة بتوزيع الأعمال الفائزة في الشوارع ليراها الناس ويفتخر بها مبدعوها.
الإبداع الذي رأيناه لم يكن إبداع الأعمال فقط؛ فكل عمل هو قصة نجاح مستقلة تتحدث عن نفسها، لكن الإبداع الذي استهوى كثيرين هو نشر تلك الأعمال بهذه الصورة الجميلة في كل مناطق المملكة، وأرجو أن تكون هذه الفكرة أنموذجاً يحتذى لتكريم المبدعين دائماً في كل المجالات. فكم من مبدع تجاهلنا عمله فقتلنا إبداعه!، وكم من مجتهد لم يكن له نصيب من اجتهاده بسبب تعالينا عن الإشادة به!، وأظن أن هناك عشرات المسابقات التي تستحق أن يتوج الفائزون فيها بهذه الطريقة، وعلى سبيل المثال لا الحصر جائزة التميز التي تقيمها وزارة التربية والتعليم، لو زيَّنَّا شوارعنا بأسماء أو صور الفائزين ولمدة لا تقل عن شهرين -على الأقل- ماذا ستكون ردة الفعل على الفائز نفسه وعلى الآخر الذي لم يفكر في المشاركة بعد؟، وما ينطبق على جائزة التميُّز ينطبق على كل جائزة تريد أن تنمو من سنة لأخرى.
المبدع لا يرى إبداعه إلا حينما تنطق به أفواه الناس وتراه أعينهم وتتحدث عنه أقلامهم، فهل سنرى الإبداع مجدداً في شوارعنا؟؟ أتمنى أن أراه قريباً.