يقيم المعمر عبدالعزيز بن عبدالله أحمد السعيد (110 أعوام) في مزرعته بأم خريسان في الأحساء وحيداً منذ 25 عاماً، مفضلاً حياة المزارعين القديمة على الحياة الحضرية، ويُعرف بين الناس ب«أبو زكي»، عاصر رجالاً قدامى، وتنقل بين عدة وظائف، مؤكداً أنه قاد سيارته 62 عاماً بنفسه، ولم تسجل عليه مخالفة مرورية واحدة! «الشرق» زارت أبو زكي في مزرعته برفقة أحد أبنائه، وسألته عن عمره، فقال «يا ولدي، لا أدري كم عمري بالضبط، ولكني تجاوزت ال100 عام». وبدا وجه أبو زكي بشوشاً مرتاحاً لعيشته. وعن سبب انقطاعه عن أسرته وبقائه في المزرعة، يقول: «الديرة ما عاد تنفعني»، سكنت في المزرعة منذ 25 عاماً، وأبنائي وزوجاتي يأتون لزيارتي، وأنا أعدّ طعامي بنفسي، من اللحم والدجاج وآكل مما أزرعه، من فاكهة وحشائش والحمد لله». وأضاف «وظيفتي الأساسية هي الفلاحة، عملت ومازلت فلاحاً»، مشيراً إلى أنه عمل أيضا سائساً للخيول، وفي مجال الميكانيكا، وفي شركة أرامكو براتب ريال ونصف الريال، كما عمل في البحر، وفي حرس الحدود بوظيفة مطبل، وأيضاً في ترميم قصر إبراهيم في حي الكوت بالهفوف.يصمت أبو زكي قليلاً، محاولاً تذكر بعض ذكريات عمله، ويقول «سمعت أن هناك وظائف حكومية بمسمى سائق، فقمت بتسجيل اسمي بمقابل راتب 30 ريالاً، يتم خصم ريال واحد مقابل الطوابع، وذهبت من الأحساء إلى القطيف على الجمال، وتم تعييني في الرخيمية، وانقطعت عن أهلي قرابة 29 عاماً؛ لأن المعيشة كانت جيدة، نعتمد في طعامنا على «الغزلان». وعن تكاليف الزواج سابقاً، يقول «المهر الذي قدمته لزوجتي 80 ريالاً مع ماعز سمينة، ومراسيم الزواج كانت تستمر حتى 3 ليالٍ، نأكل خلالها (هريساً) أو (مفلقاً) أو (أرزاً)»، مشيراً إلى أن الحياة والناس سابقاً مختلفون، فإذا أراد الرجل الزواج ولا يوجد لديه مال، يقوم أهالي الحي بمساعدته، حتى إذا كان لا يملك منزلاً، يجمعون المال من أجله. وذكر أنه فقد 15 طفلاً ما بين ولد وبنت، وأضاف «كانت زوجتي تحمل ويتوفى الأطفال في بطنها، فاضطررت للزواج من ابنة عمي وأنجبت منها». مبيناً أنه أدى فريضة الحج والعمرة عدة مرات على الجِمال والسيارات القديمة، ولم يسافر خارج المملكة. وبيَّن أن أول سيارة قادها يطلق عليها «حوم» وهي معدن حديد موديل 37، ونوع آخر «أبو رفسة 4 سلندر». وبيَّن أنه يتمتع بالصحة ولا يشكو من أي أمراض، وترك قيادة السيارة مؤخراً بسبب ضعف نظره.