يتجرع عايد الرويلي الألم، و يعتصر قلبه حزناً، وهو يشاهد ابنه سامحا ذا ال16عاماً محكوماً بالقصاص، و ينتظر الموت في مقتبل عمره. بينما يحلم أقرانه و يخططون لمستقبلهم، يظل سامح خائفاً وهو ينتظر مصيراً مجهولاً. ولا زال والدا سامح عاجزين عن تأمين مبلغ الدية والمصير الذي ينتظر فلذة كبدهما في حال لم يتم دفع المبلغ في موعده المحدد لا سيما وأنهما يعلمان أن ما تم كان دون تخطيط مسبق و أن ابنهما الصغير في السن لم يكن عدوانيا، معتبرا أن ما حدث هو قضاء وقدر يجب الصبر عليه. وقال عايد الرويلي والد سامح ل «الشرق«إن ابنه المحكوم عليه بالقصاص كان منذ صغره قريباً منه ومن إخوته، ويحب مساعدة غيره”. ويتصف بالعطف والرحمة،معتبرا أن الخطأ الذي بدر منه هو سيناريو متكرر يحدث في كثير من المشاجرات بين الشبان الصغار في هذا الزمن، والتي تبدأ صغيرة ثم تتطور إلى جرائم كبرى، إلا أن الشرع فصل في القضية “القاتل يُقتل”. وزاد” لا أملك المبلغ الكبير الذي طلبه والد المقتول، لكنني أعلق أملي على الله أولاً ثم على جهود ومساندة أهل الخير لتأمين مبلغ الدية”، مشيراً إلى أن والدته في حالة يرثى لها، حيث لا تكف عن البكاء والدعاء بأن يفرج الله كربتهم. وتشهد منطقة الجوف هذه الأيام حملة شعبية لعتق رقبة الشاب سامح الرويلي من القصاص بعد إقدامه على قتل شاب يمني بآلة حادة في ضاحية قارا جنوب مدينة سكاكا المركز الإداري للمنطقة، حيث تنازل والد المقتول بعد جهود من أهل الخير عن تنفيذ الحكم في سامح، مقابل مبلغ 28 مليون ريال، كما حدد تاريخ 26/9/1433ه موعداً لتنفيذ حكم القصاص في سامح في حال لم يقدم مبلغ الدية. ولقد تمت الموافقة على فتح حساب خيري لجمع التبرعات من أهل الخير لتأمين مبلغ الدية . واعتمدت إمارة منطقة الجوف حساب بنكي لجمع التبرعات تحت إشرافها داعية المحسنين و أصحاب القلوب الرحيمة في البلاد إلى مساعدتهم ودفع ما يستطيعون للمساهمة في عتق رقبة سامح وكسب الأجر والثواب من الله تعالى.