سيكون الخطأ ممنوعا على المنتخب السعودي الأول لكرة القدم عندما يواجه نظيره الكوري الشمالي في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم الأربعاء «بتوقيت المملكة» في ملبورن ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لبطولة كأس أمم آسيا المقامة حاليا في أستراليا. ويدرك المنتخب السعودي أن مواجهة اليوم مصيرية بالنسبة لأن الخاسر سيودع البطولة مبكرا، لذا يتوقع أن يرمي بكل ثقله من أجل تخطي منافسه، وتعزيز حظوظه في المنافسة على التأهل إلى الدور الثاني. وتلقى الأخضر السعودي هزيمة كان بمقدوره تلافيها أمام الصين 1-0 إذ أهدرت ركلة جزاء لمهاجمه نايف هزازي في الشوط الثاني، فيما سقطت كوريا الشمالية بالنتيجة عينها أمام أوزبكستان. لذا سيقترب الخاسر كثيرا من الخروج من الدور الأول، وقد يتأكد ذلك بحال خسارة أحدهما وتعادل الصين وأوزبكستان اللذين يلعبان اليوم أيضا في بريزبين. وتلتقي السعودية مع أوزبكستان في 18 يناير المقبل في ملبورن أيضا والصين مع كوريا الشمالية في كانبرا. وسيخوض الأخضر مواجهته الثانية دون هدافه وأفضل لاعب آسيوي لعام 2014 ناصر الشمراني الذي تعرض لإصابة أبعدته عن المشاركة في النهائيات قبل المباراة الأولى. وعزا الروماني كوزمين أولاريو مدرب السعودية خسارة فريقه أمام الصين إلى الحظ السيئ بعد إهداره ركلة جزاء: «لم نكن محظوظين لكن الآن يجب أن نتطلع للمباراة المقبلة أمام كوريا الشمالية». وسيطر التعادل السلبي على نتيجة اللقاء حتى الدقيقة 81 عندما خطف منتخب الصين هدف الفوز الثمين عن طريق يو هاي. وحصل منتخب السعودية على ضربة جزاء في الدقيقة 62، ولكن الحارس وانغ دالي نجح في التصدي للتسديدة التي نفذها نايف هزازي. وكانت أول ركلة جزاء مهدرة في تاريخ السعودية بكأس آسيا، عن طريق ماجد عبدالله في مباراة البحرين في بطولة 1988، وهي التي انتهت بالتعادل عن طريق يوسف جازع، والثانية عبر حمزة إدريس في نهائي لبنان 2000 ضد اليابان (0/1). ويعول المنتخب السعودي، المشارك للمرة التاسعة في النهائيات، على سجله الإيجابي أمام نظيره الكوري الشمالي في مشواره نحو تناسي خيبة خسارته نهائي بطولة «خليجي 22» على أرضه أمام قطر ومحاولة الصعود إلى منصة التتويج بعد أن غاب عنها في الأعوام العشرة الأخيرة. والتقى المنتخبان 8 مرات، ففازت السعودية 4 مراتوكوريا الشمالية مرة وتعادلا 3 مرات. ويحلم المنتخب السعودي بلقبه الأول منذ 1996 والرابع في تاريخه (توج به عامي 1984 و1996 وخسر النهائي أعوام 1992 و2000 و2007). واستلم المدرب أولاريو تدريب السعودية بالإعارة قبل أسابيع قليلة من انطلاق كأس آسيا وذلك إثر إقالة الإسباني خوان رامون لوبيز كارو بعد خسارة المنتخب أمام قطر في نهائي كأس الخليج التي أقيمت في نوفمبر الماضي. ويأمل المنتخب السعودي أن يجعل جماهيره تنسى خيبة مشاركته في النسخة الأخيرة التي احتضنتها الدوحة عام 2011 إذ كانت الأسوأ في تاريخه على الإطلاق حيث خرج من الدور الأول دون أن يحقق أي فوز أو حتى تعادل وتلقى ثلاث هزائم متتالية أمام سوريا 1-2 والأردن 0-1 واليابان 0-5، لكن بدايته في أستراليا لم تكن واعدة ومني بخسارة خامسة على التوالي في النهائيات بعد نهائي 2007 الذي خسره أمام العراق (0/1). من جهته، استهل المنتخب الكوري الشمالي مشاركته الرابعة فقط في نهائيات كأس آسيا بشكل مخيب، علما بأنه يخوضها من دون مدربه يون جونغ سو ولاعبه كيم يونغ ايل بسبب الإيقاف نتيجة الجدل الذي رافق المباراة النهائية ضد الدولة المضيفة والجار اللدود كوريا الجنوبية. وجاءت تحضيرات كوريا الشمالية التي تأهلت إليها وللمرة الثانية على التوالي بفضل تتويجها بكأس التحدي (عامي 2010 و2012)، مضطربة بعدما قرر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إيقاف المدرب جونغ سو لمدة عام بسبب تهجمه على الحكام بعد المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم في «آسياد إنشون» التي فازت بها الجار اللدود كوريا الجنوبية 1-0 في المحاولة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني. ومع إيقاف جونغ سو لجأ اتحاد اللعبة إلى إعادة المدرب جو تونغ سوب الذي كان أشرف على الفريق في النسخة الماضية عندما تعادل مع المنتخب الإماراتي في المباراة الأولى لكنه خسر المباراتين التاليتين أمام إيرانوالعراق.