ثمَّن أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، الرعاية الكريمة التي يحظى بها السوق من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مؤكداً أنها تعكس الاهتمام الذي يحظى به كلٌّ من الثقافة والمثقفين في المملكة. وأكد أمير المنطقة بمناسبة رعاية خادم الحرمين الشريفين فعاليات مهرجان عكاظ الذي تنطلق فعالياته الخميس المقبل، أن سوق عكاظ حظي باهتمام خاص من خادم الحرمين، وأن سوق عكاظ يعد قيمة حضارية وثقافية تربط الماضي الأصيل بالحاضر الزاهر، ومناسبة لتأصيل وتلاقح الثقافات بين الشعوب. وأشار إلى أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالحراك الثقافي في المملكة جاء من منطلق إرسائه دعائم الحوار دون قيود لغوية أو جغرافية، الذي يعدُّ إحدى أهم ركائز تبادل الثقافات وتناقلها بين الأجيال والشعوب على حد سواء. ولفت الأمير مشعل النظر إلى أن عكاظ تظاهرة ثقافية تحولت بفضل الله أولاً ثم بدعم القيادة إلى حدث عربي وعالمي جاذب للمهتمين بالأدب والثقافة بكل فروعها، ومنبر ثقافي يؤكد التطور الثقافي الذي وصلت إليه المملكة، مستشهداً في الوقت عينه بالدعم السخي الذي تلقته الأندية الأدبية المعقل الرئيس للثقافة من قبل خادم الحرمين الشريفين، الذي دعم خزينتها أوائل العام 2011 بمبلغ 10 ملايين ريال لكل نادٍ أدبي. وقال الأمير مشعل إن «أهداف سوق عكاظ تجاوزت عمره الزمني الذي لم يتجاوز الأعوام السبعة، فأصبح منارة ثقافية وطنية يسعى المثقفون السعوديون والأشقاء العرب للمشاركة فيه والتنافس على جوائز أفرعه الثمانية التي تتجاوز قيمتها المليون ريال، وتهدف لتشجيع المبدعين وتحفيز المتميزين». إلى ذلك، وجَّه الأمير مشعل بن عبدالله، باستحداث جائزة «الإبداع» في دورة السوق الحالية، وستمنح لوزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ولرئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان. وأضاف أمير مكة أن تطور ونماء عكاظ لم يكن وليد اللحظة، بل مر بمراحل تخطيط، ودراسات مستفيضة، وعمل دؤوب، تكاملت فيه الجهود، ما جعله محط أنظار المثقفين والمفكرين من داخل الوطن وخارجه، كذلك وجهة سياحية للباحثين عن الترفيه الذي يتواءم مع تعاليم الدين الإسلامي، ويراعي في الوقت عينه عادات المجتمع السعودي. وزاد أمير مكةالمكرمة: إن «استحداث جائزة تحمل اسم (الإبداع) بالتزامن مع الدورة الثامنة التي تنطلق في 24 من الشهر الحالي، يأتي في المقام الأول تقديراً لإنجازات وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الإشرافية للسوق في الدورات السبع الماضية، ولرئيس هيئة السياحة والآثار عضو اللجنة الإشرافية، وكذلك عرفاناً من القائمين على السوق نظير الجهود المبذولة في الأعوام الماضية للارتقاء به، ونقلة من خارطة المحلية إلى المحيط الأرحب»، مبيناً أن «الأمير خالد الفيصل رجل الثقافة والشعر حمل على عاتقه النهوض بالسوق وإيصال فعالياته ورسالته إلى العالم عبر برامج متنوعة ومتجددة، فأطلق العام الماضي مركز عكاظ لدراسات الشعر العربي الفصيح ليكون نواة لأكاديمية شعرية وطنية، وأسس أيضاً كرسي الشعر الذي تشرف عليه جامعة الطائف ليتولى بدوره احتضان المواهب الشعرية من أبناء الوطن ورعايتهم ليحملوا مستقبلاً لواء الأدب والإبداع السعودي»، مضيفاً أن «مشاركة مثقفي الصين في ندوات العام الماضي دليل جلي على أن السوق تخطى المحلية، وأن أنشطته شكلت حلقة وصل ثقافية بين الشعوب». وأضاف رئيس اللجنة الإشرافية العليا أن الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في رئيسها الأمير سلطان بن سلمان، كان لها ولا يزال دور ريادي في عكاظ، إذ نتج عن شراكتها الاستراتيجية تطوير الجادة التي تربط الماضي بالحاضر وتستشرف المستقبل، مؤكداً أن دورها لم يتوقف عند هذا الحد بل تعدى لرعاية مسابقات الحرف والصناعات اليدوية، وتشجيع الفائزين بجوائز مالية تقدر بنصف مليون ريال، وكذلك توفير مواقع لهم على جنبات جادة السوق.