وصل الإعلام الرياضي لدينا إلى مستوى هزيل ومخجل في الطرح، حيث إنه أصبح قائما على دغدغة مشاعر السذج وأصبح منبرا للمهاترات والتفاهة. وأستغرب هذا الحضور القوي للإعلام الرياضي وتضاعف القنوات والبرامج على الرغم من المستوى المتواضع للمنتخب والفرق بشكل عام. حيث إن المباراة تكون 90 دقيقة لكن هذه القنوات تتحدث عنها أياما وأسابيع وتفرد ساعات لتفسير تصريح فلان أو ضربة جزاء غير محسوبة، أو للحديث عن خبر من «مصدر موثوق» والخبر لا أساس له في الوجود سوى أنه من رحم المجهول وذلك للتلاعب بالمشاهدين وجذبهم إلى ساحة قالوا ويقولون ومن ثم تجد الدخول في النيات والطعن والتشكيك بالذمم وغياب المنطق والوعي والبحث عن الشهرة بأي وسيلة كانت. والسؤال لماذا؟ هل هذا للرقي بالمشاهدين؟؟ قطعاً لا،. وليس بمستغرب أبداً أن من يقوم بذلك هم أكثر من يتم استضافتهم في تلك القنوات والبرامج. فالمهاترات والطرح المتشنج يعني عدد مشاهدات عالية ومتابعة مستمرة مما يضمن دخلا ماليا يسيل له اللعاب من الإعلانات والرعاية لضمان تغطية تكاليف ذلك المتعصب من تذاكر سفر وسكن ومبالغ مالية عن كل حلقة وحجز الوقت على الأقمار الصناعية بالإضافة للربح المادي للقناة. فيصبح البرنامج عبارة عن مسلسل من التهريج ليست له حلقة أخيرة كونه مصدر رزق لكثير من الذين يعتاشون على ذلك ولا يملكون أي مؤهلات إعلامية ولا علمية ولا رياضية في كثير من الأحيان سوى أنهم ناجحون في التهريج وتقديم كل ماهو هزيل، وتجدهم أعداء في الميدان الإعلامي و «سمنا على عسل» خارجه والضحية هو ذلك المتلقي الذي قام بمخاصمة أقرب الناس إليه بسببهم. وللأسف تكونت ثقافة مقيتة في الإعلام الرياضي بمواقع التواصل الاجتماعي ومن أسسها ليسوا أطفالا أو مراهقين، بل آباء وبعضهم وجهاء ومن يفترض أن يكونوا عقلاء. فليس من السهل إطفاء نار التعصب لدينا فهو أصبح كالضمان الاجتماعي أو وظيفة وليست ميولا لهؤلاء المفلسين إعلامياً ورياضياً، فالتعصب بالنسبة لهم مصدر رزق يدر عليهم الشهرة والمال والضحية هو من استصغر عقله لتلك التفاهات، فالرياضة ترتقي بصاحبها، كن منهم فقط.