نجتمع جميعا في محبة الوطن مهما عبرنا عن عتب أو غضب نبقى مصطفين جنباً إلى جنب في وجه كل من تسوّل له نفسه بالمساس بموطننا بأرضنا و ديارنا، ومن جهة أخرى داخلياً توجد تحزبات أو بالأحرى رايات قبائلية أو مذهبية أو ما ظهر من مسميات (سلفية وهابية ليبرالية علمانية وغيرها) فأريد أن أصغر وأقرب مساحة النظرة الداخلية في هذا الوطن سأرى عملاً موحداً لقواعد راسخة و بمسمّى آخر «العادات و التقاليد» التي تجمع المناطق في أمور و تختص كل منطقة بأمور عن الأخرى. فالفرد يتغيّر بتغيّر مجتمعه الصغير وقد يكتسب ما يراه مجتمعه الأساس «ردّة» عن مورثاتهم التي ولدوا و تربوا عليها و يتفننون بساديتهم عليه بخيارٍ واحد لا ثاني له «ارجع ما هكذا وجدنا آباءنا وأجدادنا»، لماذا هذه السادية في تقبل الآخر مع التأكيد بأن «الآخر» هو من نفس المجتمع من نفس الدين من نفس البيئة التي عاش فيها الأغلب لكن لا يهم كل ما ذكر فمبدأ التغيير منبوذ و غير معترف به إلا لو أتى بأمر ساديّ أقوى من الأول!! ثقافة النقاش وتقبل توجهات الآخرين يجب أن تكون أساساً في التعاملات و الحوارات فهي من أركان المجتمع الراقي والمتحفز للتطور والوصول إلى أفضل التصنيفات المجتمعية ،ومبدأ إلصاق التهم و السب والقذف في هذه الأمور يجب أن يكون الرفض نابعاً من الجميع لكل ذلك ، فمن اختلف معنا اختلف في نقاط معيشية معينة أو أفكار متجددة وهي من أسس تغيّر المجتمعات على مر الزمن، والاستعاضة عن الإهانة و غيرها بالحوار، فلا يحق لنا نبذه وإقصاؤه ولا يحق أيضاً التحكم بأسلوب حياته طالما لم يؤذ أحداً به ولم يخرج عن الشريعة. وسأختم هنا بموقف صغير يندرج تحت الاتهام والحكم بدون السؤال و الحوار، فإحداهن ذهبت إلى مدرستها كالعادة ولكن مُيّز ذلك اليوم بالاختبار وجحوظ عين المعلمة في وجه هذه الطالبة، فأربكها قليلاً الاختبار والتساؤلات التي تأتي تباعاً في عقلها، وعند تسليم ورقة الامتحان قالت المعلمة بحدة: لماذا تنمصين؟! ألا تعرفين الحكم؟! اتقي الله في نفسك؟! والجواب الذي لم يحظ فرصة الظهور هو أن شقاوة الطالبة مع أختها في صغرهما أدى إلى علامة دائمة في الحاجب تمنع نمو الشعر فيه!.