سلمت فتاة «19 عاماً» من شرق منطقة عسير قطعاً أثرية تعود للعصر الحجري الحديث «نيوليثك»، إلى مكتب الآثار في فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار. وأكد مدير مكتب الآثار في فرع الهيئة سعيد بن علي القرني أن القطع عبارة عن 7 أحجار دائرية، منها 6 مثقوبة كانت تستخدم للغزل، و7 أحجار عبارة عن شفرات مختلفة الاستخدامات، ومخراز واحد، و4 رؤوس سهام مشذبة. وجاءت الفتاة كأنموذج من بين عدد من النماذج الذين تفاعلوا مع حملة «استعادة الآثار» التي تقودها الهيئة العامة للسياحة والآثار برئاسة الأمير سلطان بن سلمان. وأضاف القرني: «تم مكافأة المواطنة مكافأة مالية، نظير تسليمها هذه القطع وسُلِّمت خطاب شكر تشجيعاً لها، وهناك تعاون كبير من المجتمع المحلي في الإبلاغ عن المواقع الأثرية، سواء عن طريق فرع الهيئة في المنطقة أو عن طريق الخط الساخن للهيئة»، مشدداً على أن الهيئة ممثلة في فرعها تهتم بالمحافظة على الآثار والإشراف عليها وحمايتها من خلال مشاريع التسوير والتبتير، إضافة إلى عمل المسوحات الأثرية للكشف عن المواقع الأثرية الجديدة، سواء من خلال خطة الهيئة العامة أو من خلال خطط الفرع. ونوه بأن منطقة عسير تتميز بعديد من المواقع الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، وحتى العصور الإسلامية، حيث يقدر عددها بأكثر من 150 موقعاً أثرياً مسجلة في سجل الآثار الوطني، تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بفرعها في المنطقة. وبيَّن القرني أن من أهم الإشكاليات التي تواجه المواقع الأثرية وجود الإحداثات من بعض المواطنين، حيث يتم التدخل مع الجهات التنفيذية لرصد تلك الحالة وتشكيل لجان بهذا الخصوص وإزالة تلك الإحداثات، لافتاً إلى أن مكتب الآثار رصد 4 تعديات على مواقع أثرية، وتابع إزالة تلك التعديات بالتعاون مع الجهات التنفيذية، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لم يتم رصد حالات لسرقة الآثار في المنطقة.وأضاف: «كما تقوم الهيئة بمتابعة الاتجار في التراث الشعبي وفق ضوابط معينة من خلال ما نص عليه نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/1 وتاريخ 9/ 1/ 1436 في الفصل الرابع منه ومواده 38 و39 و40 والتأكد من عدم تداول قطع أثرية غير مرخصة من قبل الهيئة أو بيعها إلا بموافقة الهيئة وفق هذا التنظيم»، متابعاً بوجود رقابة على المواقع الأثرية من خلال جولات مراقبي الآثار وتدوين ملاحظاتهم ومشاهداتهم عن تلك المواقع من خلال نماذج متابعة حالة تلك المواقع وتطبيق برنامج مراقبة الآثار في الميدان من خلال المتخصصين في فرع الهيئة الذين يتابعون أعمال المراقبين والمواقع الأثرية. وعن المواقع الأثرية التي تم تسويرها، أفاد أن عددها يصل إلى 9 مواقع، إضافة إلى تبتير أكثر من 40 موقعاً. من جهته، بين مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة عسير المهندس محمد العمرة أن طموح الهيئة أن تكون المواقع الأثرية قابلة للزيارة من قبل السياح وزوار المنطقة، وأن تفعيل مبادرة «عسير.. وجهة سياحية طوال العام» يتطلب التعريف بمواقع الآثار في المنطقة وجعلها متاحة للزوار بعد تهيئتها وتأهيلها لتكون رافداً حضارياً وسياحياً مميزاً.وأضاف: «من المعروف أن المواقع الأثرية تعتبر من أهم عوامل الجذب السياحي عالمياً ومحلياً، ومنطقة عسير تضم عديداً من الآثار التي تحكي عن الحقب التاريخية القديمة الضاربة في القدم التي يتطلع لزيارتها المتخصصون في علم الآثار الدوليون والمحليون»، مشدداً على أن الهيئة لن تتوانى عن دعم هذا القطاع المهم والمؤثر في الجذب السياحي للمنطقة.