بادرت فتاة في سن ال15 عامًا من شرق منطقة عسير، إلى تسليم 19 قطعة أثرية تعود إلى العصر الحجري الحديث (نيوليثك)، إلى مكتب الآثار بفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار. والقطع -وفقًا لمدير مكتب الآثار بفرع الهيئة، سعيد بن علي القرني- هي 7 أحجار دائرية، منها 6 مثقوبة كانت تستخدم للغزل، و7 أحجار هي شفرات مختلفة الاستخدامات، ومخراز واحد، و4 رؤوس سهام مشذبة. وجاء دور الفتاة كأنموذج من بين عدد من النماذج الذين تفاعلوا مع حملة "استعادة الآثار" التي تقودها الهيئة العامة للسياحة والآثار برئاسة الأمير سلطان بن سلمان. وأضاف القرني: "تمت مكافأة المواطنة مكافأة مالية، نظير تسليمها هذه القطع، وخطاب شكر تشجيعًا لها. وهناك تعاون كبير من المجتمع المحلي في الإبلاغ بالمواقع الأثرية، سواء عن طريق فرع الهيئة بالمنطقة أو عن طريق الخط الساخن للهيئة". وشدد على أن الهيئة -ممثلةً في فرعها- تهتم بالمحافظة على الآثار والإشراف عليها وحمايتها عبر مشاريع التسوير والتبتير، إضافةً إلى إجراء المسوحات الأثرية للكشف عن المواقع الأثرية الجديدة، سواء من خلال خطة الهيئة العامة أو من خلال خطط الفرع. ونوَّه بأن منطقة عسير تتميز بالعديد من المواقع الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، وحتى العصور الإسلامية؛ حيث يقدر عددها بأكثر من 150 موقعًا أثريًّا مُسجَّلة بسجل الآثار الوطني، تشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلةً في فرعها بالمنطقة. وبيَّن القرني أن من أهم الإشكاليات التي تواجه المواقع الأثرية، وجود الإحداثات من بعض المواطنين؛ حيث يتم التدخل مع الجهات التنفيذية لرصد تلك الحالة وتشكيل لجان بهذا الخصوص وإزالة تلك الإحداثات. ولفت إلى أن مكتب الآثار رصد 4 تعديات على مواقع أثرية، ومتابعة إزالة تلك التعديات بالتعاون مع الجهات التنفيذية، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لم تُرصَد حالات لسرقة الآثار في المنطقة. وتابع: "تتابع الهيئة الاتجار بالتراث الشعبي وفق ضوابط معينة عبر ما نص عليه نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/1 وتاريخ 9/1/1436ه في الفصل الرابع منه ومواده ال38 وال39 وال40 والتأكد من عدم تداول قطع أثرية غير مرخصة من قبل الهيئة أو بيعها إلا بموافقة الهيئة وفق هذا التنظيم". وأشار إلى وجود رقابة على المواقع الأثرية من خلال جولات مراقبي الآثار وتدوين ملاحظاتهم ومشاهداتهم عن تلك المواقع من خلال نماذج متابعة حالة تلك المواقع وتطبيق برنامج مراقبة الآثار في الميدان عبر المتخصصين بفرع الهيئة الذين يتابعون أعمال المراقبين والمواقع الأثرية. وعن المواقع الأثرية التي تم تسويرها، أفاد بأن عددها يصل إلى 9 مواقع، إضافة تبتير أكثر من 40 موقعًا.