يتسبب سوق الأعلاف في محافظة رنية في إزعاج كثير من الأهالي، نظراً لوجوده وسط المدينة دون أي اهتمام به من ناحية النظافة وتوافر الخدمات الرئيسة كدورات المياه. وفي جولة قامت بها «الشرق» على جنبات السوق التقت بعدد من الأهالي الذين أبدوا انزعاجهم الشديد من وجود سوق للأعلاف وسط المدينة، مشكلاً بذلك خطراً على المباني والمحلات التجارية عند شبوب حريق، مشددين على أنه يحدث أضراراً صحية وبيئية بسبب تطاير الأعلاف وفضلات الحيوانات في الهواء، وتكدس الحشرات والقوارض، إضافة إلى وجود كثير من العمالة المتخلفة التي تتخذه ملجأً آمناً لها بعيداً عن الرقابة بسبب سوء تنظيمه. وطالب الأهالي الجهات المعنية -لاسيما بلدية رنية- بنقل الموقع خارج المدينة وعدم الالتفات إلى المعارضين لنقله. وقال سعد ناصر السبيعي: إن سوق الأعلاف في رنية يشكل خطراً كبيراً على السكان بسبب توسطه المباني التجارية والسكنية والحكومية ووقوعه بالقرب من طريق عام. وقال: لا شك أن هذا الموقع سيتسبب في خطر بالغ في حال شبوب حريق، وربما يتسبب في كارثة لسرعة اشتعال الأعلاف التي يكتظ بها السوق. وأضاف قائلاً: إن وضع السوق الحالي ينقل صورة غير جيدة لزائري المنطقة بسبب مكانه غير الملائم، وقد استبشر الأهالي بخبر نقله منذ أربع سنوات إلى مكان آخر أكثر أمناً، إلا أنه لم يحدث ذلك وظل في مكانه، مطالباً بلدية رنية بوضع حل لوضع السوق الذي يتسبب لهم في مشكلات جمة. بينما وصف عبدالعزيز محمد الدوسري السوق بالعشوائي، مؤكداً أنه يسبب للمتسوقين وللمارة الخطر بسبب تراكم النفايات ومخلفات حظائر المواشي التي تنتشر في أنحاء السوق. وقال: إن ما يزيد الأمر سوءاً هو أن الرياح القوية التي تهب بين فترة وأخرى تساعد في نقلها للمباني التي يتوسطها السوق، ما يؤدي إلى مضاعفة الخطورة وكذلك تراكم القاذورات والأوساخ عند مداخل المباني وداخلها أيضاً. وأضاف الدوسري: إن السوق يفتقر إلى أبسط الخدمات مثل المسجد ودورات المياه، وتعبيد الطريق المؤدية إليه، محذراً من المخاطر القادمة التي تنتج من موقع السوق على المدينة، ومؤكداً أن التباطؤ في نقله إلى مكانه الصحيح هو بمنزلة عبث بأرواح الناس، وهدر للممتلكات المجاورة، التي يؤكد أصحابها انزعاجهم يوماً بعد يوم من هذا التجاهل. وقال فالح محمد السبيعي: إن مشروع إنشاء موقع لسوق الأعلاف قد تمت ترسيته منذ أربع سنوات، إلا أنه لم يرَ النور بسبب اعتراضات بعض الأهالي على الموقع، لافتاً إلى أن وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب وجه بتشكيل لجنة لاختيار موقع آخر وآمن خارج المحافظة، ونأمل سرعة التنفيذ من بلدية رنية لإنقاذ المحافظة من مخاطر السوق التي تزداد يوماً بعد يوم بسبب المخاطر الصحية والبيئية التي يشكلها على المباني المحيطة به. ولفت السبيعي إلى أن هناك تأثيراً سلبياً للسوق على صحة السكان بسبب تكاثر الحشرات والقوارض والثعابين وسط بقايا الأعلاف التي تتراكم في جنبات السوق وحوله. إلى ذلك، أكد ل «الشرق» رئيس المجلس البلدي في رنية مترك بن درع، أن المجلس قام بتشكيل لجنة مكونة من محافظة رنية وشرطة المحافظة والبلدية في قسمي الصحة والأراضي وأعضاء المجلس، وتم الوقوف على عدد من المواقع لدراستها واختيار الأنسب من بينها. وقال: تم بموافقة وتأييد جميع الأعضاء اختيار موقع شمال شرق المحافظة يخدم جميع أحياء وقرى المحافظة لتوسطه وسهولة الوصول إليه وبعده بالشكل اللازم عن النطاق العمراني والمخططات السكنية، كما أنه معاكس لاتجاه رياح المحافظة الجنوبية. وناشد ابن درع الأهالي التعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة بالمشاريع الخدمية التي تخدم المواطن والمقيم وتسهم في دفع عجلة التنمية للمحافظة، مع أهمية حزم جهات الاختصاص في مواجهة معارضات أصحاب المصالح الخاصة، وعدم الالتفات لها خاصة فيما يعتمد من قبل لجان متخصصة ومن جهات مختلفة.