طالب المشاركون في ندوة عن الدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين، أقامها مركز حمد الجاسر الثقافي، في مقره بالرياض، صباح أمس الأول، بإعادة النظر في مؤسسة «الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية»، بتحويلها إلى مؤسسة «آل العثيمين»، وتوسيع أهدافها. وتسعى المؤسسة في الوقت الحالي، بحسب موقع «ibnothaimeen.com»، إلى تحقيق هدفين الأول: «العناية والاهتمام بالتراث العلمي لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من الكتب والرسائل والفتاوى والخطب والدروس والمحاضرات والمقالات واللقاءات، والعمل على نشره بكل الوسائل المتاحة المقروءة والمسموعة واللغات المختلفة، وتوثيقه على أصوله المعتمدة من فضيلته رحمه الله تعالى، ومنح أذونات الطباعة والنشر الخاصة بهذا الشأن»، والثاني: «مواصلة الأعمال التي كان يقوم بها فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى في مختلف ميادين الخير والبر والإحسان». ودعا المشاركون في الندوة إلى أن تتوسع المؤسسة لتشمل ما قدمه الدكتور عبدالرحمن العثيمين في التراث والمخطوطات واللغة العربية، وما يقدمه الدكتور عبدالله العثيمين في مجال التاريخ. وشارك في الندوة كل من: الدكتور صالح بن حميد، والدكتور تركي بن فهد آل سعود، والدكتور محمد الفاضل، وأدارها أمين عام مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر، حمد القاضي، واستهلها بثناء على الدكتور عبدالرحمن العثيمين، الذي وافته المنية في 29 صفر الماضي، مستعرضاً بعض صفاته ومكانته العلمية وذكرياته مع الشيخ حمد الجاسر، وارتياده لمجلسه ومكانته عنده. وقال: هناك شخصيات استثنائية متفردة، و»أبو سليمان» أحد هذه الشخصيات التي تدهش من يقابلها في أي مكان وزمان. وفي حديثه، وصف الشيخ صالح بن حميد، الدكتور عبدالرحمن العثيمين، بأنه عمدة المحققين، وقال إنه يتميز في شخصيته العلمية والسلوكية بالوضوح، وأن دوحة العلم وصدق العلاقة هي التي تجمعه بمن حوله من الجلساء والمحبين للعلم، وقد تشرب محبة العلم وسلك مسالك أهله، لا يتذرع به لمنصب ولا يتطلع فيه إلى جاه، ولا يتمندل به لتزييف، ينشر الحق وينفع الخل، من بحر علمه، وميدان خبرته الفسيح، ويرشد كل متعلم إلى مشربه، حتى علم كل وارد منهم مشربه، في علم المخطوطات ومحافلها، ودروب التحقيق ومسابلها، وأعلام التراجم وطبقاتها، وأحداث التاريخ ومتعرجاتها، وعلم الأنساب ومعالمه، مضيفاً أنه كريم مضياف حيثما حل، فبيته مفتوح لجموع الوافدين من العلماء والطلاب من غير تكلف فسيماه التبسط والتواضع. من جانبه، تناول الدكتور تركي بن فهد آل سعود، في ورقته، الجانب التاريخي واهتمام الراحل بفهرسة «طبقات الحنابلة»، الذي تحول إلى معجم، مشيراً إلى أنه وضع الترجمات على بطاقات لو أخرجها لوصلت إلى 20 مجلداً بفضل اهتمامه به. وأوضح أن الفقيد تميز في التحقيق، ودراساته التاريخية التي تجلى فيها اهتمامه ودقته في التحقيق. وقال إن من يقرأ مقدماته للتحقيق يجد ذلك، مضيفاً أنه لا يجمع المعلومات كغيره، بل يصحح النصوص، ويوردها كما هي إذا اطمأن للمصدر. كما بين أنه يحرص على توفير المراجع والمخطوطات لطلابه، ويشتري لهم من ماله الخاص. وفي ورقته، تحدث الدكتور محمد الفاضل، عن دور الراحل في خدمة طبقات الحنابلة، والمخطوطات بشكل عام، وعن عنايته ب»موطأ الإمام مالك»، وعنايته بالأدب والشعر العربي، رواية وحفظاً، مثل المعلقات وغيرها من عيون الشعر الجاهلي والإسلامي، إضافة إلى عنايته بالتاريخ الإسلامي، وتاريخ المملكة الحديث، وعلم الأنساب، والشعر العامي المرتبط بتاريخ المملكة وحوادثها. كما استعرض ذكرياته معه في رحلاته العلمية، وذكرياته معه في مجالسه ورحلاته العلمية الداخلية والخارجية، ومنها رحلاته إلى مصر وتركيا والكويت والشارقة، التي كشف فيها كثيراً من أسرار معاناته وشغفه بالمخطوطات.